كتب موقع “العربية”: ترددت شائعات خلال الأيام الماضية روجتها أبواق تابعة لجماعة “الإخوان” ومواقع إسرائيلية حول تولي مصر مسؤوليات أمنية في قطاع غزة، كما خرجت بعض الأبواق لتبث شائعات في هذا التوقيت حول وجود مقترح لإرسال قوات عربية لغزة ورفض مصر لذلك.
وقال مصدر مصري رفيع المستوى إنه لا صحة شكلا وموضوعا لما تم تداوله بشأن تولي مصر أي مسؤوليات أمنية داخل قطاع غزة ومن أي نوع.
لكن لماذا خرجت هذه الشائعات وفي هذا التوقيت الذي قامت إسرائيل فيه بالتصعيد الخطير وقرب التوصل لاتفاق هدنة بوساطة مصرية قطرية؟
ويجيب مسؤولون أمنيون مصريون على ذلك حيث يقول اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل أول جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، ويقول إن مسألة إرسال قوات عربية إلى غزة تم تداولها من جانب العديد من مراكز الأبحاث العالمية من قبل، ثم تطرقت إليها تصريحات بعض المسؤولين فى بعض الدول وهي أفكار مبدئية تبحث طبيعة الأوضاع في قطاع غزة في أعقاب إنتهاء الحرب أو ما يسمى باليوم التالى للحرب، لافتاً إلى أن مصر لم تُبد أي نوع من الموافقة على إستقدام قوات عربية في القطاع، من منطلق أن أية أوضاع فى غزة بعد الحرب لابد أن تحظى بموافقة فلسطينية ولا يتم ترك مستقبل القطاع فى أيدي أطراف خارجية.
وفي الإطار نفسه، يقول اللواء مروان مصطفى، المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الأمني بمجلس وزراء الداخلية العرب لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، إنه من المعلوم أن موافقة حماس على المقترحات المصرية، والتي كان العالم ينتظرها جاءت بصورة مفاجئة وغير متوقعة، كما أن الورقة المصرية التي أعدتها مصر حازت علي الموافقة المبدئية من مجلس الوزراء الاسرائيلي الموسع، ونصح وزير الدفاع حكومته بقبولها، كما وصفها الجانب الأميركي بأنها مقترحات ذكية تتوافق مع شروط الطرفين، ولكن كان هذا ضد رغبة نتنياهو الذي تفأجا بالموفقة الحمساوية وفشل مخططه في توسيع أمد الحرب للخروج من المأزق السياسي.
وأشار اللواء مروان مصطفى إلى أن الهجوم الصاروخي لحماس على معبر كرم أبو سالم والذي أدي إلى مقتل 4 جنود، كان بمثابة طوق النجاة لنتنياهو، ومنحته الحجة المناسبة والمبرر القوي لاجتياح فوري لرفح من الجانب الشرقي، وإجهاض مخطط التوصل لهدنة.
وأضاف أن نتينياهو أغلق معبر كرم ابو سالم لأجل غير مسمي، وقرر اجتياح معبر رفح، في عملية عسكرية محدودة ولكنها قابلة للتمدد لمراحل أخري اعمق، وتبعد عن محور صلاح الدين بما لا يتعارض مع الخطوط المصرية الحمراء.
وتابع أن هذه الخطة من نتنياهو تتيح له العدول عن موافقته السابقة رضوخاً لتهديدات استقالة وزراء تيار اليمين المتطرف وإرضاءً لهم، وبما يمكنه من فرض مزيداً من الضغوط علي قيادات حماس لقبول الشروط الاسرائيلية، وبما يمنح المفاوض الإسرائيلي أوراقاً تفاوضية أكثر وأقوى خلال التفاوض الجاري.
وأكد مصطفى أن ما نُشر من بعض الاخبار المضللة عن الموافقة المصرية بالمشاركة ضمن قوات دولية للدخول لغزة للامساك بزمام الأمور غير صحيح، مشدداً على أن ذلك يأتي في اطار الفبركة الاعلامية المقصودة للزج بإسم مصر وجيشها في مثل هذه الأمور.