شارك المئات في تظاهرة الأول من أيار، بمناسبة عيد العمال العالمي، التي دعا إليها الإتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان fenasol، و “الحزب الشيوعي اللبناني” وأحزاب أخرى.
التظاهرة الحاشدة إنطلقت قبل الظهر من ساحة البربير، وشقت طريقها عبر النويري، البسطة الفوقا، البسطة التحتا فالباشورة وصولا إلى ساحة رياض الصلح في وسط بيروت، رفعت خلالها الأعلام اللبنانية والفلسطينية وأعلام الأحزاب المشاركة، الى جانب لافتات تعبر عن المناسبة وعما يعانيه العمال والموظفون في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يعيشها لبنان. كما بثت أناشيد وطنية عبر مكبرات الصوت.
ومن ضمن الشعارات التي رفعت: “الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء”، و”لنا الحق بالصحة والأمن والأجور العادلة والضمان الصحي” وغيرها. وتقدم المتظاهرين رئيس الإتحاد كاسترو عبدالله والأمين العام للحزب الشيوعي حنا غريب، وقيادات الأحزاب والقوى المشاركة.
وعند وصول التظاهرة الى ساحة رياض الصلح ألقيت كلمات في المناسبة.
عبدالله
والقى عبدالله كلمة فقال: “إنه عيد العمال هذا العيد الذي جاء بفعل تضحيات الشهداء في شيكاغو من اجل ان تتحقق إرادة العمال واليوم تسقط الدماء ويسقط الشهداء في فلسطين وفي جنوب لبنان من اجل التحرير والتغيير من اجل وطن حر وشعب سعيد”.
أضاف: “نحن اليوم في هذا اليوم العظيم الذي نحتفل به بعيد العمال وهناك عمال سقطوا مساء أمس، نتيجة الإهمال في المؤسسات وهذا الإهمال ليس فقط هنا، إنما في كل مكان يوجد إهمال السلطة لحقوقنا ومطالبنا ولحريتنا ولكافة الحقوق المشروعة، وخاصة حقنا بالعمل اللائق والعيش الكريم والأجور والحماية الاجتماعية وحقنا بالسكن والتعليم وكل ما هو حق أساسي من الحقوق لنا”.
وتابع: “للاسف هذه السلطه بكل اطرافها وبكل مكوناتها ما زالت تمارس ابشع انواع القهر المباشر وغير المباشر وخاصة بالإتجاه لجهة حقوقنا المشروعة ما زالت هذه السلطة بكافة اطرافها تنفذ سياسات واملاءات صندوقي النقد والبنك الدوليين” .
وقال: “إننا اليوم نؤكد حقوقنا المشروعة ونرفع الصوت من اجل استعادتها، ومن اجل ان يتم اعادة الحقوق الى اصحابها وخاصة العمال في أجورهم وفي تعويضاتهم وفي تقديماتهم الاجتماعية، وجئنا اليوم لرفع الصوت من اجل الحفاظ على الضمان الاجتماعي وتعزيز وتطوير تقديماته جئنا اليوم لرفع الصوت من اجل وقف كافة عمليات الصرف التعسفي ووقف إستغلال العمال اللبنانيين وغير اللبنانيين، جئنا لرفع الصوت لأن هناك من يحاول أن يضعنا فقيرا في وجه فقير، مع كل ذلك يأتي أصحاب العمل أصحاب الكارتيلات منهم كارتيل المخابز والافران وكارتيل المحروقات وكارتيل المواد الغذائية وكارتيل الأدوية والطبابة والاستشفاء كلهم اصبحوا كارتيلات، وللاسف هذه السلطة وهذه الحكومة ليست اكثر من موظفين عند هذه الكارتيلات التي تعمل على تنفيذ مصالحهم”.
أضاف: ” اننا اليوم وبعد دولرة كل أصحاب العمل والمؤسسات والتجار اسعارهم، لابد من ان يعود التصحيح للأجور لكي تكون الأجور لائقة واستعادة قوتها الشرائية، لابد من ان نعود إلى رفع الأجور وليس كما فعلوا في المسرحيه منذ ايام بموضوع أن يُصبح الحد الأدنى للأجور 18 مليون ليرة لبنانية من اجل العيش بكرامة، لا بد من ان يكون ما يوازي الحد الأدنى للاجور اكثر من 700 دولار ايضا اضافة الى التعديلات على كامل الأجور للفئات الأخرى ولكافة العاملين في القطاعين العام والخاص. ومن اجل تعديل التشريعات والقوانين وخاصة قانون العمل الذي مر عليه أكثر من 80 سنة حتى اليوم وما زال هذا القانون ساري ونحن من اجل ذلك نعمل من اجل تطوير هذه التشريعات وتفعيلها لتطبيق الاتفاقيات الدولية التي تتماهى اليوم مع الحقوق الأساسية للإنسان و بالدرجة الأولى إقرار كافة الاتفاقيات الخاصه بذلك”.
وختم: “اليوم جئنا لرفع الصوت وسنبقى نرفع الصوت من اجل حقوقنا الاساسية ومن اجل حق العمل والسكن، وحقنا في الصحة والتعليم وحقوقنا الأساسية والعيش بكرامة”.
غريب
والقى رئيس الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب كلمة قال فيها: “نتظاهر اليوم في الأول من أيار، وسنبقى نتظاهر عاما بعد عام، احياء لكل ما يرمز اليه عيد العمال العالمي من قيم الحرية والمساواة، لتحرير البشرية من الظلم والاستبداد والاستغلال الطبقي.
فالاول من أيار هو يوم لرفع الرايات الحمراء في بيروت وفي كل عواصم العالم، تعبيرا عن وحدة الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة في مواجهة قوى الرأسمال والهيمنة الأمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية”.
أضاف:” هو يوم نوجّه فيه التحية لعمال لبنان وكادحيه والى شهداء الطبقة العاملة وحركتها النقابية، فتكريم شهداء الأول من أيار، هو تكريم لشهداء فلسطين ولبنان الذين جسّدوا ويجسدون بدمائهم أسمى معاني العطاء والتضحية لهذه المناسبة.
هو تكريم للرواد الأوائل، وفي طليعتهم الذين احتفلوا لأول مرة في لبنان ومنذ مئة عام بالأول من ايار عام 1924 في سينما الكريستال في ساحة الشهداء على بعد بضعة امتار من هذه الساحة.
هو يوم ندعو فيه لتصعيد حملة الدعم والتضامن مع فلسطين ولبنان لوقف حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس، ووقف العدوان على لبنان وجنوبه ودفاعا عن حقوق العمال والكادحين وكل أصحاب الدخل المحدود، وتنديدا بالتهديدات الصهيونية باجتياح مدينة رفح، ومن اجل اطلاق الاسرى في المعتقلات الصهيونية والافراج عن جثامين رفاقنا في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في مقابر الأرقام الصهيونية وعن المناضل جورج إبراهيم عبدالله المخطوف من قبل الحكومة الفرنسية والمعتقل في سجونها”.
أضاف:” تظاهرتنا اليوم لأدانة كل مطبّع او متواطىء او شريك في المذابح الصهيونية على الشعب الفلسطيني وعلى العدوان على لبنان وجنوبه. تظاهرة نحيي فيها التحركات الطلابية التي انطلقت من جامعات الولايات المتحدة الأميركية وتوسعت وامتدت الى الجامعات الأوروبية وجامعات لبنان . والتي أسقطت الشعارات الكاذبة لسلطات المركز الراسمالي في ” الدفاع عن حقوق الإنسان»، ولسلطات استخدمت دولها حقّ النقض الفيتو ضدّ قرارٍ وقف الإبادة الجماعيّة فى فلسطين، وللادارة الأميركية التي أقرت 26 مليار دولار للعدو الصهيوني لتمويل اجتياح مدينة رفح التي يقطنها مليون ونصف المليون مدني فلسطيني. لسلطات سقطت زيف شعاراتها حول “حريّة الرأى والتظاهر» بعد قمعها الوحشي للاحتجاجات الطلابية فى الجامعات واعتقالها للطلاب المطالبين بوقف العدوان وقتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة. لسلطات سقطت ادعاءاتها في «احترام سيادة الدول» بسكوتها وتغطيتها لاحتلال الكيان الصهيوني للاراضي اللبنانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر ولانتهاكاته اليومية لسيادة لبنان، وفي الفيتو الأميركي على قبول دولة فلسطين عضوا كاملا فى الأمم المتحدة، خلافا لادعاء دعمه “حل الدولتين “. فمثل هذا الحراك الطلابي في جامعات العالم هو ثمرة صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته ودماء الشهداء كل الشهداء المقاومين على كل الجبهات ، ثمرة حركات التضامن الشعبية والنقابية وجهود القوى والأحزاب الشيوعية واليسارية وكل احرار العالم . ان أهمية هذا التحرك الطلابي الذي يكتسح جامعات العالم لهو قيمة مضافة لا بد من تصعيده وتوسيعه بما يدفع باتجاه تعديل موازين القوى ويؤدي الى وقف العدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان”.
وتابع: “التظاهر في الاول من أيار في هذا الوقت بالذات مطلوب ومستحق، فلبنان اليوم في قلب المواجهة: عدوان أميركي – صهيوني من الخارج يجعل من القرى الحدودية أرضا محروقة، ومتسببا بنزوح أكثر من مئة الف من سكانها، ومن جهة أخرى، سلطة سياسية في الداخل، ليست مستقيلة عن القيام بواجباتها في إغاثة النازحين وفي الدفاع عن سيادة لبنان وعن تسليح جيشها فحسب، بل تستمر بفرض الضرائب غير المباشرة على العمال والاجراء والموظفين وفي الاستمرار بنهب المال العام والودائع الصغيرة وتعويضات الصناديق الضامنة ومعاشات التقاعد والقوة الشرائية للرواتب والأجور”.
وأردف:” مطلوب ومستحق لتوجيه بوصلة الصراع السياسي بالاتجاه الصحيح وطنيا واجتماعيا في مواجهة تحويله صراعا طائفيا ومذهبيا من قبل القوى الطائفية التي تطلق العنان لخطاب الشحن المذهبي والعنصري لاشاعة الخوف والقلق واثارة الفتن المهدّدة لمصير لبنان ووجوده .
فمنذ ان زرع هذا الكيان الصهيوني في فلسطين، ولبنان يتعرّض لاعتداءاته ومجازره ذلك انه كيان استيطاني توسعي له وظيفته كقاعدة عسكرية متقدمة للامبريالية، مهمته ليس احتلال فلسطين وتهجير أبنائها فحسب، بل السيطرة على لبنان وعلى المنطقة العربية وفق خريطة الشرق الأوسط الجديد التي رفعها نتنياهو في مقر الأمم المتحدة .
فعلى خطى تاريخ حزبنا المقاوم والمؤسس لثقافة التحرر الوطني الوطني منذ انشائه للحرس الشعبي وقوات الأنصار وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، كان من الطبيعي على حزبنا إعادة اطلاقها لمقاومة الاحتلال والعدوان الصهيوني، بما لديه من إمكانيات وطاقات.
75 عاما ولبنان وقرى الشريط الحدودي وابناؤه ينزحون وتدمر بيوتهم وتتحول ممتلكاتهم الى ارض محروقة وهم صامدون وفي صمودهم ومقاومتهم روح وقيم الأول من أيار فتحية اليهم ، الى أهالي حولا وعيترون وبليدا وميس الجبل وكفركلا والعديسة ويارون وعيتا والطيبة وكفرحمام والضهيرة والهبارية والناقورة وطير حرفا وعيتا وراشيا الفخار وعيناتا والخيام وبنت جبيل وابل السقي وشبعا وكفرشوبا واللائحة تطول. والخزي والعار لمن يقف موقف المتفرج على معاناة شعبه ونازحيه، من اطراف هذه السلطة التي تنظر اليهم وكأنهم من كوكب آخر، ومن غير المقبول وتحت عنوان الحياد مساواة المعتدين والمحتلين بالمقاومين له على مدى 75 عاما على زرع هذا الكيان الصهيوني على ارض فلسطين”.
وقال: “هكذا تتجلى ازمة نظامنا السياسي الرأسمالي وطائفيته المولّدة للازمات والمشاكل المتراكمة التي يتحمل مسؤوليتها كل المتمسكين به من اطراف هذه السلطة السياسية عبر اصطفافاتها ومحاصصاتها الطائفية وتحالفاتها الوصولية والانتهازية في شتى الاستحقاقات الانتخابية النيابية والنقابية والبلدية وفي وحدة خطابها الطائفي المولد للانقسامات والفتن، وفي مقايضاتها بما يتعلق بالقضايا الوطنية التي أوصلت لبنان الى هذا الانهيار الشامل وهذا الفراغ وحال الشلل في مختلف القطاعات والمؤسسات الدستورية . فلا عجب الا نجد حلولا للمشاكل التي يعاني منها شعبنا في ظل هذا النظام السياسي الطائفي لا في الموقف من الكيان الصهيوني واحتلاله، ولا في الموقف من حل مشكلة النازحين السوريين ، ولا في معالجة الأزمة الأقتصادية الاجتماعية . يناقشون الورقة الفرنسية اليوم وهي ورقة أميركية – اسرائيلية – فرنسية غايتها توفير الأمن للكيان الصهيوني والاستفراد بالشعب الفلسطيني ومقاومته وفرض التطبيع على لبنان ، يناقشون هذه الورقة ولا ورقة لديهم. همهم الوحيد إعادة انتاج سلطتهم . انهم الفراغ بعينه يجتمعون فقط على تأجيل الانتخابات البلدية وعلى فرض الضرائب غير المباشرة على العمال وعلى أفقار اللبنانيين والاستمرار في نهب أموالهم وودائعهم الصغيرة وتعويضاتهم ومعاشاتهم التقاعدية في الصناديق الضامنة وضرب والقوة الشرائية لرواتبهم واجورهم وتهجير كوادرهم الشابة العلمية الى الخارج وضرب حركتهم النقابية بالاصطفافات الطائفية المعطلة لأي تحرك نقابي وشعبي دفاعا عن حقوق العمال تنفيذا لتعليمات صندوق النقد الدولي الذراع المالي للأمبريالية.
والخروج من هذا النفق لا يكون بتسوية جديدة لطالما انهارت صيغها الطائفية كافة في مختلف المحطات، بل بمشروع سياسي بديل يتجسد في بناء دولة وطنية ديمقراطية مقاومة لا دولة طائفية مذهبية فدرالية تبرر للعدو الصهيوني دولته اليهودية العنصرية المتصهينة، دولة القوانين الانتخابية النيابية والبلدية على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي والقوانين المدنية للأحوال الشخصية وسلطة قضائية مستقلة قادرة على محاكمة المسؤولين على جرائمهم وعلى حماية الحريات العامة وحقوق المرأة والتعليم الرسمي واستقلالية الحركة النقابية وسائر الحقوق الإجتماعية والثقافية والفنية” .
وختم غريب: “فتحت راية الأول من أيار تفتتح تظاهرتنا اليوم احياء الذكرى المئوية لتأسيس حزبنا، راية الدفاع عن حقوق عمال لبنان وكادحيه وسائر الفئات الاجتماعية الصغيرة والوسطى، راية التحرير والتغيير من أجل وطن حر وشعب سعيد”.