أصبح “نفق المواساة” الحدث الأبرز في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، بعد إعلان “محافظة دمشق” عن افتتاحه أمام حركة المرور، يوم الخميس الماضي، إلا أنه ظل “تريند” على مواقع التواصل الاجتماعي والأوساط السورية حتى قبل هذا الإعلان.
نفق استراتيجي هام
الحكاية بدأت بعد تداول أخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن النفق المذكور نفّذ بتمول إيراني، وضمن خطة من طهران لتنفيذه مع مشاريع مماثلة تخدم مناطق نفوذها في العاصمة السورية، خصوصاً أن وجوده يسهّل حركة انتقال من يتواجد في السفارة الإيرانية، إلى حد كبير.
كما أن تكلفة العمليات الإنشائية قد بلغ وفق إعلان الحكومة الرسمي، 70مليار ليرة سورية، ما زاد من أخبار احتمال التمويل الإيراني، خصوصا أن مستشفى المواساة التي سمي النفق باسمها تفتقر إلى الأدوات الطبية الأساسية الرسمية اللازمة لتشغيلها بشكل جيد، وفق الانتقادات.
أمام هذه التكهنات صرّح مصدر مطلع من العاصمة دمشق، أن المشروع ممتد من عقدة الربوة حتى عقدة 17 نيسان، ويتألف من نفق بطول 525 متراً طولياً، بجزأين مغلقين، الأول أسفل تقاطع مشفى الأطفال 88 متراً، والثاني أسفل ساحة المواساة بإجمالي طول 87 متراً وثلاثة أجزاء مفتوحة أخرى.
وأضاف أن النفق يربط فعلاً بين أماكن تضم منشآت حساسة، تبدأ من نزلة مستشفى الشامي حتى مبنى رئاسة مجلس الوزراء ومبنى وزارة الخارجية السورية، ويمر بزاويته مبنى السفارة الإيرانية الجديدة قيد الإنشاء.
كما أكد أن هذا النفق يخدم فعلاً تلك المنشآت وبشكل فعّال لناحية تخفيف شدة الازدحام عن تلك المنطقة التي تعتبر أساسا مربعاً أمنياً.
إلى ذلك، لفت إلى أن ذاك النفق يمكن أن يوصل إلى مركز جمرايا للبحوث العلمية – الذي استهدفته إسرائيل مرارا خلال السنوات الماضية – والواقع خلف جبل قاسيون دون المرور بقلب العاصمة.
وأشار إلى أن الاهتمام بتصميم وتزيين النفق من داخله يشير إلى أن هناك شخصيات هامة قد تمر منه.
كذلك أضاف أنه يخدم أيضاً الطريق إلى مركز القوات الروسية المتواجد في العاصمة على امتداد مبنى وزارة الخارجية السورية، والذي شهد لقاء ذات مرة بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
أما عن موضوع التمويل الإيراني، فأكد أن السلطات السورية أعلنت أن تنفيذ المشروع جاء من موازنة الدولة وبتنفيذ أياد سورية، لافتا إلى أنه قد يكون قد تم بطلب إيراني لا بتمويل من طهران.
الجدير ذكره أن محافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي كان أكد أن عقدة المواساة، الذي لم يكن جسم نفق وحسب، وإنما جسم مع محيط بالكامل، عملية تنمية مستدامة لكامل المنطقة والبنى التحتية، مؤكداً أن تمويل نفق المواساة تم من عمل محافظة دمشق وإيراداتها الذاتية ليس من قِبل مغتربين أو أي أحد آخر.
المصدر: العربية