افتتاح الحفل بالنشيد الوطني، فكلمة للأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر اعتبر فيها أنّ “الذكاء الاصطناعي أصبح حقيقةً وواقعًا”، مشيرًا إلى أنّنا “علينا الاستفادة من الـAI كي نخدم التربية ونعمد بذلك إلى تطوير عملنا التربوي في المدارس الكاثوليكيّة”.
ولفت إلى أنّ “الأهداف الثلاثة المتعلّقة بالذكاء الاصطناعي تكمن أوّلًا بتعزيز الريادة التكنولوجيّة في المدارس الكاثوليكيّة، ثانيًا،كيفيّة الاستفادة من المصادر التعليميّة المفتوحة OER في عمليّة التعليم والتعلّم”.
وأضاف: “الذكاء الاصطناعي من جهة هو وسيلة فعّالة لتخصيص التعليم وفقًا لاحتياجات الطلاب، حيث يمكن استخدامه في تطوير برامج تعليميّة مخصّصة وفقًا لتقدّمهم، والمصادر التعليميّة المفتوحة من جهة أخرى تجعل الوصول إلى المعرفة من دون حدود، الأمر الذي يسمح للتلامذة والمعلّمين الاستفادة منها بشكل مجانيّ ممّا يسهم في تحقيق التعليم المتكافئ. هذه التوليفة، إذا ما حسن استعمالها ترفع من مستوى العمليّة التربويّة والتعليميّة بشكل ملحوظ لمصلحة نشأة تلامذة اليوم، رجال ونساء الغد”.
وشدّد على” مفهوم الدّمج في مدارسنا الكاثوليكيّة وايلاء الاهتمام بالتلامذة ذوي الاحتياجات الخاصة، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لجعلهم ينخرطون في المدرسة والمجتمع والوطن، وبالتالي اكتساب حقوقهم كافة”.
وختم: “هذا ما دأبت المدارس الكاثوليكيّة على القيام به منذ نشأتها، تقديم تعليم شامل ومتطوّر يُمكّن التلامذة ويُعدّهم لمواجهة تحديات العالم الحديث”.
من جهته، رأى رئيس قسم التكنولوجيا والمعلوماتيّة في الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية جوزيف نخلة أنّ “الذكاء الاصطناعي هو فرع من فروع علوم الحاسب الآلي ويهدف إلى بناء نظم قادرة على تقليد أو محاكاة قدرات الإنسان الذهنية، مثل التعلم والتفكير والاستدلال والإدراك والتكيف، بحيث يمكن لهذه الأنظمة القيام بمهام معقدة بدون التدخل البشري”.
وأضاف: “الذكاء الاصطناعي ليس مجرّد مفهوم نظري، بل هو الآن جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يمكن العثور عليه في كل مكان، من الهواتف المحمولة إلى السيارات الذاتية القيادة، وحتى الروبوتات الخدمية في المستشفيات”، وأوضح أنّ “وفق التقديرات قد يصل سوق الذكاء الاصطناعي إلى 190 مليار دولار بحلول عام 2025. وبناءً على هذه الأرقام، فإنه من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير هائل على الاقتصاد العالمي”.
وأشار إلى أنّ “الالتزام هذا العام كان بدمج الذكاء الاصطناعي في عالم التربية والتعليم بطريقة تحترم القيم الإنسانية وتعزّز التقدم المستدام، باستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لبناء مستقبل أفضل”.
وتابع: “يسرد أدوتك 2024، جوانب متعددة من التكنولوجيا التربوية، مع التركيز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي وتأثيره ومستقبله الذي يعد بتحول جذري في طريقة تقديم التعليم والتعلم، ومن أحدث الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي الموجهة نحو التعليم، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في تخصيص المسارات التعليمية الفردية وتحليل البيانات التعليمية لتحسين عملية التدريس والتعلم. عالم الروبوتات وال STEAM/AR/VR ,Immersive Learning وغيرها”، وأكد أنه “على الرغم من الفوائد الكبيرة التي يمكن أن يجلبها الذكاء الاصطناعي في تعزيز تجربة التعلم، فإن هناك قضايا تتعلق بالخصوصية والتبعيات الاجتماعية والأخلاقية يجب مراعاتها بعناية”.
ولفت إلى أننا “بجانب الذكاء الاصطناعي، سنركز أيضًا على أهمية المصادر العلمية المفتوحة في تعزيز الوصول إلى المعرفة وتبادل المعرفة. سيناقش المتحدثون كيف يمكن لهذه المصادر أن تساهم في تعزيز التعلم والبحث في المجال التربوي بشكل أكبر”، كما “سيتناول المؤتمر مصطلح التعلم المدمج وأهميته في العملية التربوية الحديثة. سيتم استعراض كيفية دمج التكنولوجيا في مختلف جوانب التعليم لتحقيق تجارب تعلم متكاملة وشاملة”.
أما رئيس اللجنة الأسقفيّة للمدارس الكاثوليكيّة المطران حنا رحمة، فاعتبر أنّ ” الإنسان لم يستعمل سوى قسما صغيرا من طاقاته وإبداعه”، مشددا على “ضرورة الحديث كذلك عن الذكاء الطبيعي والأخلاقي والعاطفي، الى جانب الاصطناعي”، موضحًا أنّ “سمات الذكاء الطبيعي تتجلّى بالّلبناني الذي عاش على شاطىء البحر، فاكتشف الحرف بدلًا من الرسم للتحاور.
هذا الذكاء جعله يخترع 24 حرفًا أوصلت العالم الى المخاطبة عن طريقة الصفر واحد حديثًا”.
وأضاف: “راقب اللبناني الشجرة التي تقع في النهر وتُجرف الى البحر فكان اختراع السفن”. وأشار الى أنّ “هذا الذكاء الطبيعي خلق حضارة، واليوم مع تعاون وتفاعل المخترعين والاكنولوجيّين تكمن العظمة بالتطوّر رويداً رويداً،
ومن الضروري الاستفادة من الذكاء الاصطناعي تربويًّا”.
وأوضح أنّ “الشركات التكنولوجية كانت في السنوات الأخيرة قد وضعت طاقاتها في منصّات التواصل الاحتماعي ونحن كبشر ساهمنا وقدّمنا كل موادنا الاولية من معلومات عنا. واليوم دخلنا في تشابك جديد لنتمكّن من الحصول على المعلومات كافة من مصادر متنوعة”.
وإذ لفت إلى أنّ “التقدم التكنولوجي هو نتيجة التشابك والتفاعل بالاختراعات”، تطرّق الى طرح البابا فرنسيس الذي رفع الصوت، داعيًا إلى “عدم الخضوع للامبراطورية التكنولوجية”.
أما القرم فشدّد على أنّ “الحوار ضروري لأنه الوسيلة الوحيدة للوصول الى النتيجة المرجوّة لبناء الوطن”، وقال:” أنني كوزير أعتمد على مبدأ كما تعامِل تعامَل”.
وتابع: “نحن هنا للحديث عن العلم، سلاحنا ضدّ الدمار وحجر الأساس لبناء اقتصاد قوّي متطور ومتقدم”، ولفت إلى أنّ “قطاع السوفتوير” يصدّر 60 مليار دولار سنوياً في إسرائيل. وتساءل: “أين نحن من هذه الارقام؟”.
وأشار إلى “أننا لبناء وطن على مستوى تطلّعاتنا، نحتاج الى جرعة من الانتماء الوطني، ويجب تدريس ذلك في المدرسة، حب الوطن والتربية الصحيحة”.
وأردف: “نحن بحاجة كذلك الى نظام قضائي فعّال، ففي ايطاليا الجسم القضائي هو من تمكّن من السيطرة على المافيا في البلاد”، مشددا كذلك على ضرورة “مراقبة المال الانتخابي، تنظيمه وتعلّم كيفيّة التعاطي مع المبالغ التي تدعم كل مرشّح إنتخابي”.
وختم القرم: “أنا أؤمن بـ”أدوتيك”، إذ علينا استشراف المستقبل ومواكبة هذا التطور”.
وعلى هامش الحفل الذي قدمته الإعلامية باتريسيا سماحة، تم توقيع مذكرة تعاون بين الأمانة العامة وشركة “هواوي”.
ويستمرّ معرض ومؤتمر “إدوتيك” حتى السبت 27 الحالي في مركز الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية- عين نجم.