أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً قالت فيه: إن أرضنا الفلسطينية أغلى بكثير من أن نتخلى عنها ولو بشبر واحد، وإن نضالنا وقتالنا ودفاعنا عنها مهما طال أمده، لن يثني عزيمتنا، ولن يضعف إرادتنا، ولن يدفعنا ولا للحظة واحدة للتفكير في التسليم أو الاستسلام أو رفع الراية البيضاء، مهما يتطلب ذلك منا صموداً وثباتاً وتضحية.
وقالت الجبهة الديمقراطية: يحل علينا هذا العام، يوم الأرض المجيد، وقد ارتوت أرض القطاع بدماء آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، كما تحولت الضفة الغربية إلى ميدان للتهجير الجماعي والإبادة الجماعية على يد قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين، الأمر الذي يعزز فينا إرادة القتال وإرادة المواجهة، لإدراكنا تماماً أن مشروع العدو لا يواجه بالبيانات، ولا بإلقاء السلاح، ولا بالبحث عن حلول في البيت الأبيض، ولا بالرهان على وعود كاذبة، أثبتت التجارب أنها كانت كلها مجرد أوهام ومخارج للتهرب من دفع الثمن الغالي للمواجهة، ذلك الثمن الذي لم يتردد شعبنا في الوفاء به، رافضاً كل أشكال التهجير والدعوات الكاذبة إلى حلول مفبركة، سقط مثيلها عبر التجارب الغنية للمسيرة النضالية لشعبنا.
وشددت الجبهة الديمقراطية على ضرورة عدم العبث بالبوصلة، والبحث في خضم النضال وذروة المعاناة عن أعداء وهميين، من شأنه أن يضعف المواجهة وأن يشوش عليها، وأن يصب في خدمة المشاريع المعادية، بغض النظر عن النوايا.
كما أكدت أن الوحدة في الميدان هي التي أرغمت العدو في قطاع غزة، على الرضوخ لـ«إتفاق الدوحة» دون أن يحقق هدفاً واحداً من أهدافه المدعاة، سوى التدمير والقتل الجماعي، الذي يشكل ترجمة صادقة لكيانه الفاشي.
ودعت الجبهة الديمقراطية لإعلاء يوم الأرض، وتعزيز القدرة على الدفاع عنها وعن شعبنا، ووفاء لدماء شهدائنا، وآلام جرحانا، إلى العمل جميعاً، ومن موقع المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق كل منا، إلى التلاقي على ما توافقنا عليه في حواراتنا الوطنية، وآخرها «حوار بكين»، وعدم التلاعب بها، والإنقلاب عليها، أو الذهاب إلى البحث عن بدائل يعتقد البعض أنها «براقة»، لكنها في الواقع ليست إلا وصفات لتسميم الأجواء وتعكيرها، وتعميق الانشقاقات والإنقسامات وإضعاف روح الصمود.
وشددت الجبهة الديمقراطية على ضرورة العودة بصدق إلى الإلتزام بمخرجات «حوار بكين»، عبر تفعيل الإطار القيادي الموحد والمؤقت، باعتباره الإطار الوطني المؤهل والفاعل في هذه المرحلة، لإجراء المراجعة السياسية الجماعية، والخلوص إلى الرؤية الوطنية الجامعة، التي تؤهلنا لمواصلة المسيرة نحو تحقيق أهداف شعبنا المقدسة.
كم دعت إلى وضع حد للتراشق بشأن إدارة قطاع غزة، في تجاهل لمواقع الاحتلال ووحشيته وإصراره على مواصلة مذابحه. وأكدت الجبهة الديمقراطية في هذا السياق أن المواجهة الوطنية للعدو الإسرائيلي في القطاع، هي بالعمل على تشكيل حكومة الوفاق الوطني من الفعاليات والكفاءات الوطنية، تكون هي المسؤولة عن إدارة الشأن العام عن الضفة الغربية، كما في قطاع غزة، بحيث تتوقف دعوات الإحتراب الإعلامي حول مستقبل القطاع وإدارته، علماً أن الخطر الداهم عليه هو مشاريع الاحتلال وخططه، والتي تندرج تحت ما يسميه «تغيير وجه الشرق الأوسط»، ليكون شرق أوسط بإسرائيل الكبرى، وبدون أي أثر لفلسطين على خارطة المنطقة.
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.