بعد عدة جولات من المفاوضات وقبيل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض بأسبوع، ظهر اتفاق بمراحل زمنية لوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلى من قطاع غزة.
قبلة حياة لقطاع غزة
ويأتي الاتفاق كقبلة حياة إلى القطاع الذي تم تدميره بالكامل، لكنه مازال يحمل معه مخاوف من تعطله أو نسفه في أي وقت خاصة في ظل عدم توقف العمليات العسكرية بشكل كامل طوال فترات تنفيذ المراحل، ما سيعطي الفرصة لإسرائيل لضرب القطاع وإحداث خسائر، وبالتالي سترد حماس بعمليات مضادة ما من شأنه أن يعطل تنفيذ مراحل الاتفاق.
ويكشف الخبير العسكري المصري اللواء أركان حرب هيثم حسين، المستشار بكلية القادة والأركان، لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” أهم ما جاء في بنود الاتفاق، ويكشف مدى التزام إسرائيل بالانسحاب الكامل عند دخوله حيز التنفيذ، ويقول إن مسودة الاتفاق تشمل عدة مراحل تمتد إلى أكثر من 100 يوم، أولها المرحلة الإنسانية، والتي تمتد لاثنين وأربعين يوما، وتشمل تبادلا للأسرى من النساء وكبار السن من الجانبين، وإدخال المساعدات الإنسانية مع استمرار العمليات العسكرية وعدم توقفها إلا أثناء فترات التبادل، على أن يبدأ التنسيق على تنفيذ بنود المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى.
ستطلب إسرائيل الإفراج عن أسراها بالكامل
ويتوقع الخبير العسكري المصري، أن تطلب إسرائيل الإفراج عن باقي أسراها بالكامل دون انتظار للمرحلة الثالثة، وفقاً للمراحل في مسودة الاتفاق، حيث لا تلزم إسرائيل بالانسحاب بشكل كامل عند دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ولكن سيكون الانسحاب تدريجيا وستبقى بعض القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة على طول المناطق الحدودية شمال وشرق قطاع غزة كذلك من محوري نتساريم وفيلادلفيا، وسيكون الانسحاب مرتبطا بأيام وقف إطلاق النار.
وتابع الخبير العسكري، أن الجيش الإسرائيلي بدأ في تفكيك بعض منشآته العسكرية في محور نتساريم في إطار التفاهمات الجارية، ومن الواضح أن الحكومة الإسرائيلية تستعد للموافقة على مسودة الاتفاق تحت الضغوط الأميركية حتى يكون الرئيس دونالد ترامب قد أوفى بوعده بإيقاف الحرب عند دخوله البيت الأبيض، بالرغم من اعتراض بعض الأصوات مثل وزير المالية سموتريتش الذي قال إن الاتفاق كارثة على الأمن الإسرائيلي.
وأشار الخبير المصري إلى أنه يتوقع أن تحتفظ إسرائيل بأوراق مهمة للتفاوض المستقبلي بما في ذلك سيطرتها على مواقع جغرافية وأسرى فلسطينيين لن يتم الإفراج عنهم إلا بعد الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، موضحا أن ضرورة استرجاع أجزاء من رفات الأسرى الذين ماتوا تحت وطأة القصف الإسرائيلي في أماكن متفرقة ستمتد لفترات زمنية طويلة قد تتعدى المدد الزمنية لمراحل الاتفاق بالكامل.
المصدر: العربية