منذ الخميس الماضي وحتى هذه اللحظة، تحاصر النيران غابات ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وامتدت إلى مدينة لوس أنجلوس، وكادت تصل إلى منطقة هوليوود هيلز؛ التي تعتبر رمزًا لصناعة السينما في الولايات المتحدة الأمريكية.
وظهرت النيران التي تحاصر لوس أنجلوس من الجو على شكل كماشة ضخمة؛ مما يؤكد ضخامة واتساع حجم هذه الحرائق، كما وصلت النيران إلى سانتا مونيكا وماليبو من ناحية غرب المدينة، وحتى باسادينا من الجهة الشرقية.
وتسببت الرياح العاتية والجافة في انتشار النيران عبر أراضٍ قاحلة لم تشهد سقوط المطر منذ عدة أشهر.
ويقول العلماء إن حرائق الغابات نوع من أنواع الكوارث الطبيعية؛ مثلها مثل الزلازل والفيضانات، والانهيارات الطميية، والبراكين، والعواصف والأعاصير.
ولكن ما يحدث في أمريكا الآن هو أمر عجيب، وقد يكون نادر الحدوث؛ وكأن كل العوامل المناخية قد تجمعت واتحدت مع بعضها بعضًا؛ لكي تكون النتيجة والمحصلة النهائية هو ما نراه بأعيننا ويراه العالم ماثلًا أمامهم؛ من دمار هائل لم يكن في الحسبان، مما كبد أمريكا خسائر حتى الآن قدرها الخبراء بنحو 150 مليار دولار.
وحتى الطائرات العملاقة المزودة بمضخات المياه الضخمة، التي تمتلكها أمريكا، لم تستطع أن تطفئ تلك الحرائق، وذلك لأن سرعة الرياح التي تسمى سانتا آنا، وأحيانًا تسمى رياح الشيطان، أو الرياح الحمراء؛ لما تسببه من انتشار الحرائق بسرعة كبيرة وصلت هذه الأيام إلى 160 كم/ساعة؛ مما منع الطائرات، بكل أنواعها وقدراتها، من التحليق بسبب سرعة تلك الرياح، في حين قال أحد خبراء الموارد المائية في جامعة كاليفورنيا، “لا أعرف نظام مياه في العالم مجهزًا لهذا النوع من الأحداث”.
وذكر الخبراء أن حرائق كاليفورنيا انتشرت في أماكن مختلفة، وتسببت في تدمير أكثر من 43 ألف فدان و12 ألف مبنى على الأقل، وتم إخلاء أكثر من 150 ألف مواطن حتى الآن، ووصل حجم الخسائر الأمريكية إلى نحو 150 مليار دولار.
ولكن السؤال الآن:
أين قوة أمريكا وأين حلفاؤها ببوارجهم وجيوشهم وطائراتهم ومخترعاتهم؟!
ولماذا استمرت هذه الحرائق خمسة أيام، وما زالت مستمرة، حتى هذه اللحظة؟!
والسؤال الأخير:
من يطفئ حرائق أمريكا؟!
أظن، وليس كل الظن إثمًا، أنه بعدما فشلت أمريكا، بكل ما تمتلكه من قدرات على كل المستويات، أظن أنه لن يستطيع إطفاء حرائق كاليفورنبا وإخمادها إلا العدل، وعدم الكيل بمكيالين، وعدم المساعدة على إبادة الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وعدم نصرة الظالمين والوقوف بجانبهم، أظن أن هذه الأمور وحدها هي القادرة على إطفاء حرائق أمريكا التي اندلعت منذ نحو خمسة أيام، ويعلم الله وحده متى ستنطفئ!!
يقول الله تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ) صدق الله العظيم.
د.إسلام عوض-الأهرام المصرية