عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي في مقر حركة “فتح” في مخيم مار الياس، في الذكرى الستين لانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة على يد حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، وفي إطار مواكبة معركة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم فلسطين، في حضور المنسق العام للحملة معن بشور، امين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي ابو العردات، عضو إقليم لبنان في “فتح” سرحان سرحان، ممثل “فتح” في الحملة ناصر اسعد، رئيس هيئة المحامين في “تجمع اللجان والروابط الشعبية” خليل بركات ومقرر الحملة ناصر حيدر.
بشور
افتتح بشور الجلسة بالوقوف دقيقة صمت اجلالا لارواح مؤسسي “فتح” والثورة الفلسطينية والامة العربية وقادتهم وشهدائهم، وفي مقدمهم الرئيس ياسر عرفات، ثم اكد ان “انطلاقة الثورة قبل ستين عاماً لم تكن حدثا تاريخياً في حياة فلسطين فقط، بل في حياة الامة العربية والإسلامية وحركات التحرر العالمي كافة والتي ما زالت تداعياتها تتفاعل حتى الساعة، لا سيّما في الصمود الأسطوري لاهلنا ومقاومتنا في غزة والضفة وعموم فلسطين والتي تعبّر عن نفسها بالتظاهرات الضخمة التي تملأ عواصم العالم ومدنه وترفع علم فلسطين كما لم يرفع علم مثله في العالم من قبل”.
ورأى في هذه المناسبة “فرصة لتجديد الدعوة لوحدة وطنية فلسطينية وانهاء كل الصراعات الجانبية والاشتباكات الأخوية في فلسطين التي يجب الا يعلو فيها صوت أعلى من صوت المقاومة القائمة دائماً على التكامل بين بعديها الميداني والسياسي”، وحيا “الرفاق في جبهة التحرير العربية بعيد انطلاقتها في 1/1/1969 والتي جاءت تعبيرا عن إرادة قومية في المشاركة في المقاومة الفلسطينية”، كما حيّا “ذكرى ملحمة الطيبة في جنوب لبنان في 1/1/1975 التي استشهد فيها الرفاق البعثييون علي وولداه فلاح وعبد الله شرف الدين والمدرس الشيوعي محمود قعيق وكانوا بذلك من رواد المقاومة الوطنية اللبنانية ممهدين الطريق لانطلاق المقاومة الإسلامية “حزب الله” التي باتت قوة كبرى تحمي لبنان وتظهر عجز العدو عن أي تقدم على الأرض اللبنانية”.
أبو العردات
ثم رحب ابو العردات بحضور، وقال: “ذكرى عزيزة علينا جميعا وهي في 1/1/1965 أي قبل 60 عاماً وهي الانطلاقة التي عبرت عن هذا الألم ووجع النكبة والتشريد التي عاشها الشعب الفلسطيني والتي أدت الى تهجيره واقتلاعه خارج ارضه في اطار مشروع صهيوني يستهدف الشعب الفلسطيني، لكنه في الحقيقة يستهدف كل الامة لأنه نتج عنها زرع كيان صهيوني ان لم نعرف مخاطره التي حصلت والمستمرة، فهذا العدوان بعد كل هذه السنوات لاكثر من 75 سنة على النكبة ما زالت هذه المخاطر تتوسع وتتمدد، واذا نظرنا الى حال الامة اليوم ونظرنا اليها في الواقع الذي نعيشه في ظل هذا الاجرام وحرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على شعبنا الفلسطيني نلاحظ ان هذا المشروع ما زال مستمراً ومتواصلا، وبالتالي فعملية المواجهة تتخذ اشكالاً متعددة لكن في النهاية الحقيقة ان هذا الكيان الصهيوني المدعوم من كل هذا الغرب المتوحش ومن صمت مريب على كل المستويات. فان الشعب الفلسطيني وخصوصا في غزة والضفة الغربية يواجه استباحة، ومن يرى المعاناة التي نشاهدها من قتل للأطفال وتدمير للبيوت والحالة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الخيام في البرد القارص والاعتداء على المستشفيات فهذا شيء غير مسبوق في الحروب التي حصلت، وهذا شيء يفوق الوصف وما زلنا نرى بأنه ليس هناك آفاق لوقف هذا العدوان رغم قرارات الأمم المتحدة التي اتخذت ورغم كل المحاولات من اجل وقف هذا العدوان والجريمة المتمادية”.
ورأى أن “مخاطر الحرب اليوم تتعلق بمحاولات تهجير المواطنين في غزة”، وقال: “اسرائيل تريد ان تقسم المنطقة الى كيانات وجزر وعشائر وقبائل من اجل ان تبقى هي القوة الأكبر. طبعاَ هذا ليس قدراً لأننا عندما انطلقنا في عام 1965 كانت الأمور صعبة ولكن في الإرادة والايمان كحركة تحرر وطني ولأننا نعتبر انفسنا نمثل الشعب الفلسطيني مع إخواننا في الفصائل الأخرى نرى انه لا بد من ان نستنبط دروس وعبر مما جرى والا نرى ان مقاومة هذا العدوان على شعبنا مستحيلة، وانه لا يؤثر علينا حين يبقى الامل وتبقى الإرادة، لأنه عندما انطلقت الثورة الفلسطينية كان بحر من الظلام يعمّ المنطقة والقيود والحصار والملاحقة كانت موجودة وكانوا يقولون انها ثورة مغامرين ولكن اليوم اصبح عمرها 60 عاماً، فالاستمرار والايمان يجب ان يبقيا رغم ان الشعب الفلسطيني يشعر بألم ولكنه اليوم يقاتل وينضال على ارضه وهو موجود عليها. ولا بد ان نشكر كل الاخوان في الحملة وفي المقاومة الإسلامية الذين يقاتلون اليوم ولنا في لبنان رفاق درب استشهدوا في فلسطين ولبنان والذين قدموا قدوة لنا في الصمود والتحدي. واننا في كل عام نضيء الشعلة من اجل استمرار الثورة من اجل ان لا نرزح تحت هذا العدوان والابادة الجماعية”.
واذ اكد “دور الشعب اللبناني والقوى والأحزاب والفصائل واحرار الامة العربية والعالم في دعم الثورة الفلسطينية”، قال: “اننا في حركة فتح نقول كل البنادق نحو العدو الصهيوني هذه ادبيات ثورتنا فلذلك الوحدة هي القوة وفي الانقسام الضعف والوهن فكما لدينا الكثير من الأصدقاء هناك أيضا كثير من الأعداء والفوضى تهزم اكبر الجيوش ولكن النضال والدماء تنير درب الثورة، لذلك نؤكد حقنا في مقاومة الاحتلال وان نحافظ على الوحدة الفلسطينية والا نترك للعدو ان ينفذ الى داخلنا وان يعمل على تقسيمنا وشرذمتنا، لذلك يجب ان نتوحد بالسياسة والميدان”.
سرحان
وقال سرحان: “في حركة “فتح” تجسيد للوحدة على ارض المعركة، وهذه في كل معاركنا التي خضناها ضد العدو الصهيوني كانت تتجسد بأبهى صورها في الوحدة الوطنية، ونحن ذهبنا الى الصين وموسكو من اجل هذه الوحدة ويجب ان يكون قرارنا فلسطينيا مستقلا وان اكثر المستفيدين من الانقسام هي إسرائيل”.
ثم توالى على الكلام أعضاء الحملة، حيث هنأوا “فتح” في ذكرى انطلاقتها، واكدوا ان “المقاومة المعاصرة التي انطلقت عام 1965 هي الرد الفاعل والحقيقي على المشروع الصهيو – استعماري الذي يسعى الى التمدد والتوسع والهيمنة على مقدرات الامة وتفتيت اقطارها”
وفي الختام اصدر المجتمعون بيانا، حيوا فيه “فتح” في ذكرى انطلاقتها، ورأوا أنه “كلما تم الحديث عن تقدم في المفاوضات للوصول الى اتفاق لوقف العدوان الصهيو – استعماري على غزة، يحدث تصعيد في عدوان الصهاينة ووحشيتهم على أهلنا ومقاومتنا في غزة وعموم فلسطين، وهو ما يؤكد ان الهدف الفعلي للعدوان على غزة هو تهجير أهلها وتدمير كل أسباب الحياة فيها، كما انه امر يكشف حقيقتين في آن معاً، أولهما بطولة أهل غزة ومقاومتهم الأسطورية من جهة، وتخاذل النظام الرسمي العربي والإسلامي عن نصرة الاشقاء في غزة ولو بقرارات سياسية تُفهم العدو ان اهل غزة وفلسطين ليسوا وحدهم”.
واعتبروا ان “الخروق الصهيونية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، تؤكد النوايا العدوانية المتمادية ضده، ومحاولة من حكومة نتنياهو كي لا تسجل على نفسها هزيمة في جنوب لبنان بعد الخسائر الضخمة التي تكبدتها على يد رجال المقاومة الإسلامية في “حزب الله” على مدى ستين يوماً حيث لم يستطع العدو ان يحقق أي تقدم ملموس في الواجهة الحدودية للبنان”، واكدوا رفضهم لـ”أي محاولة لتمديد وقف إطلاق النار الذي يخرقه العدو كل يوم لستين يوماً أخرى، مشددين على ضرورة ان تتحمل الدولة اللبنانية والجهات الراعية لهذا الاتفاق لا سيما، الإدارة الامريكية، مسؤوليتها في وقف الخروقات وانهاء الاحتلال والعدوان على لبنان”.
كما أكد المجتمعون “لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشرقي الغجر ورأوا في اعتبارها أرضاً غير لبنانية هو خدمة للعدو وحليفه الأميركي الذي أعلن ضم الجولان الى الكيان الصهيوني وهو ما يرفضه اليوم أهلنا في الجولان العربي السوري الذين عبّروا عن موقفهم الأصيل من خلال رفضهم بتظاهراتهم المستمرة ضد التمدد الصهيوني داخل الأرض السورية وصولاً الى جبل الشيخ”.
واستغربوا “الضغوط الأميركية على السلطات الفرنسية لمنع اطلاق سراح المناضل الكبير جورج إبراهيم عبدالله بعد ان قرر القضاء الفرنسي اطلاق سراحه”، ورأوا فيه “تدخلا اميركيا فاضحاً في استقلالية القضاء الفرنسي من جهة، واستفزازاً شديداً لمشاعر احرار الامة العربية والعالم والذين كانوا ينتظرون ان يروا المناضل عبد الله في بلاده حراً طليقاً”، كما استنكروا “ما ورد في رسالة واشنطن الى السلطات الفرنسية عن اتهام عائلة المناضل عبد الله وبلدته القبيات بالإرهاب، وهو ما يؤكد الخضوع الأميركي للإملاءات الصهيونية حتى في أبسط التفاصيل”، ودعوا الحكومة اللبنانية الى “التواصل مع الحكومة الفرنسية للإفراج الفوري عن المناضل الكبير”.
وختموا داعين “الهيئات الصحية والإنسانية والاجتماعية الى أوسع حملة لإطلاق سراح مدير مستشفى كمال عدوان في غزة الدكتور حسام أبو صفية واخوانه من أطباء وممرضين والذي اتى اعتقاله مع تدمير المستشفى تعبيراً صارخاً عن وحشية هذا العدو وعن وحشية داعميه والصامتين عنه في كل مكان”.