خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان، مارس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كل أشكال المقاومة السياسية لا سيما لجهة الجولات الخارجية التي قام بها لدفع الدول العربية والأجنبية للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، ومساعدة لبنان على الصمود ونتج عن ذلك مؤتمر باريس الذي أثمر عن تقديم الدول المشاركة فيه مليار دولار لتحسين الواقع الاجتماعي والإنساني، فضلا عن تكريس ميقاتي الرؤية اللبنانية لتطبيق القرار ١٧٠١.
ومع دخول تفاهم وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إستكمل ميقاتي جهوده عربيا ودوليا من أجل وقف الخروقات الاسرائيلية والإسراع في إنسحاب العدو من الأراضي اللبنانية والعمل على إنشاء صندوق إئتماني تساهم فيه مختلف الدول الشقيقة والصديقة لإعادة إعمار ما خلفه العدو الاسرائيلي من تدمير هائل عاينه ميقاتي على أرض الواقع خلال زيارته أمس وقائد الجيش العماد جوزيف عون إلى الجنوب وصولا إلى بلدة الخيام التي تكسرت معنويات الجيش الصهيوني على أسوارها ولم يفلح في دخولها بفعل صمود المقاومة.
بالأمس، جاءت الزيارة الثانية للرئيس ميقاتي إلى الجنوب هذا العام لتحمل رسائل عدة، أبرزها:
أولا: التأكيد على إلتزام الدولة اللبنانية بتنفيذ القرار ١٧٠١ بكامل مندرجاته وفقاً للتفاهم الذي أوقف إطلاق النار.
ثانيا: التأكيد على الدور الكبير للجيش اللبناني بالانتشار في جنوب الليطاني تنفيذا للقرار الأممي.
ثالثا: توجيه رسالة واضحة إلى قوات اليونيفل عن دعم الحكومة اللبنانية لها ولوجودها ولمهامها بالتنسيق الكامل مع الجيش اللبناني وفقا لقرار التمديد لها.
رابعا: وضع لجنة المراقبة الدولية والجانبين الأميركي والفرنسي أمام مسؤوليتهم في وقف الخروقات الاسرائيلية والتي بلغت منذ وقف إطلاق النار نحو ألف خرق.
خامسا: تثبيت حضور الدولة اللبنانية وسيادتها في الجنوب حكومة وجيشا والتأكيد على أن هذه المنطقة جزءً لا يتجزأ من مساحة الوطن.
سادسا: التأكيد على مسؤولية الدولة تجاه أبناء الجنوب وعبرهم ابناء البقاع والضاحية الجنوبية الذين يشكلون أساسا في النسيج الوطني اللبناني.
سابعا: تحدي العدو الاسرائيلي بحضور الدولة اللبنانية والتشديد على ضرورة الاسراع في إنسحابه من القرى والبلدات الحدودية ووقف خروقاته تمهيدا لانتشار الجيش اللبناني فيها.
ثامنا: التشديد على ضرورة إعادة الإعمار عبر إعلان ميقاتي عن العمل الجدي لإنشاء صندوق إئتماني عربي دولي لمساعدة لبنان على القيام بذلك.
وكان لافتا خلال الزيارة الحفاوة الشعبية الكبيرة التي إستُقبل فيها الرئيس ميقاتي والعماد عون في بعض البلدات الجنوبية، وذلك ترحيبا بهذه الزيارة والتأكيد على رغبة المواطنين الجنوبيين بالبقاء في أرضهم وبمرجعية الدولة، إضافة إلى شكر ميقاتي والاعتراف بالجهد المضني الذي بذله من خلال المسؤولية القيادية والمقاومة السياسية اللتين مارسهما على أكمل وجه منذ بدء العدوان الاسرائيلي، فضلا عن الترحيب بدور الجيش اللبناني وقائده العماد جوزيف عون والتضحيات التي قدمها خلال الحرب.
المصدر: سفير الشمال