كشفت عشرات المصادر إلى جانب وثائق استخباراتية صورة مفصلة لكيفية تآكل الجيش السوري على مدى السنوات الماضية، وذلك بعد سقوطه المفاجئ والسريع مطلع الشهر الجاري أمام الفصائل المسلحة.
وعزت تلك المصادر التي تنوعت بين منشقين عن الجيش وضباط كبار، سبب التآكل إلى تدهور معنويات القوات المسلحة والاعتماد الشديد على “الحلفاء الأجانب”، خاصة فيما يتعلق بهيكل القيادة، فضلا عن الغضب المتزايد بين صفوف الجيش إزاء الفساد المستشري، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”.
إحباط وغضب
في موازاة ذلك، وصفت مصادر في الجيش السوري، الضباط والجنود على حد سواء بأنهم محبطون بسبب الأجور المنخفضة باستمرار حتى بعد “الانتصارات العسكرية المؤلمة” التي تحققت في وقت سابق من الحرب، في حين تزداد عائلة الأسد ثراء، في ظل إجبار الكثيرين على البقاء بالخدمة الإلزامية بعد انتهاء مدتها.
ففي إحدى الوثائق السرية، حذرت إدارة المخابرات الجوية السورية رجالها من “العقاب دون تساهل إذا لم يقاتلوا”، رغم ذلك واصلت أعداد الجنود الفارين في الارتفاع.
بدوره، قال ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية، إن الغضب كان يتراكم على مدار الأعوام الماضية نتيجة سوء الأحوال المعيشية، إذ لم يكن راتب العسكري يتجاوز ما يقدر بـ40 دولارا، مضيفا أن هناك “استياء متزايدا ضد الأسد”، بما في ذلك بين أنصاره من العلويين.
مجتمع مخيف
بدوره، قال العقيد مخلوف مخلوف، الذي خدم في لواء الهندسة، إنه إذا اشتكى أي شخص من الفساد، فإنه كان يُستدعى للاستجواب في محكمة عسكرية، مؤكدا “كنا نعيش في مجتمع مخيف ونخشى أن نقول كلمة واحدة”.
فيما كشف قائد مجموعة قتالية عراقية بأنهم غالبا ما كانوا يدعون جنود الجيش السوري لتناول الطعام معهم بدافع الشفقة، لأن حصصهم الغذائية لم تكن تكفيهم.
“لا رغبة بالقتال”
كذلك قال مستشار عسكري عراقي كان في سوريا “لقد خسرنا معركة سوريا من اليوم الأول”، نظرا لافتقار جنود الجيش السوري للرغبة بالقتال، واكتشاف القوات العراقية أن قنوات الاتصال انقطعت مع الإيرانيين.
ومنذ عام 2011، أصبحت قيادة قوات الجيش السوري تعتمد على القوات الإيرانية الحليفة والقوات اللبنانية والعراقية لتوفير أفضل الوحدات القتالية في سوريا، بحسب جميع المصادر.
لكن الكثير من المستشارين العسكريين الإيرانيين غادروا بالأشهر الماضية بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق، وغادر الباقون الأسبوع الماضي، حسبما قال قادة المجموعات العراقية.
المصدر: العربية