نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيعود إلى الشرق الأوسط إذا رأى أنَّ هناك فرصة حقيقية في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و “حزب الله”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هوكشتاين ماطلَ إلى ما بعد الإنتخابات الأميركية لبحث ملف تسوية لبنان، لكنه حسم رأيه في النهاية وجاء إلى بيروت ثم انتقل إلى إسرائيل لبحث الملف.
وحالياً، فإن أجواء من التفاؤل الحذِر تبرزُ بشأن التوصل إلى إتفاق، وتقول الصحيفة إنه “جرى حلّ 80% من المشكلات”، وتضيف: “بحسب التقارير الأخيرة من لبنان، بقيت نقاط خلاف مركزية تتعلق بحق إسرائيل في التحرك العسكري ضد أيّ خرق للاتفاق، والتدخل الأميركي في مراقبة تطبيقه. الأمين العام الجديد لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال في خطابه في بيروت إن الحزب يوافق على المقترح الأميركي بشأن الوساطة، وإن الأمر يعود إلى إسرائيل الآن”.
واعتبرت الصحيفة أن “التقديرات في إسرائيل أكثر حذراً، وتتوقع استمرار الاتصالات لبعض الوقت، على الرغم من التوجه الإيجابي، ومن المحتمل أن يُتفق في المرحلة الأولى على وقف إطلاق للنار مدة 60 يوماً، يجري خلالها محاولة التوصل إلى اتفاقات مُلزمة وبعيدة الأمد”.
وأردفت: “ما تريد إسرائيل تحقيقه، فضلاً عن وقف القتال في لبنان، هو فصل الساحتين الأساسيتين للحرب، لبنان وغزة. الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في نهاية أيلول، تمسّك بالربط بين الساحتين، ورفض وقف إطلاق النار في لبنان، إذا لم يجرِ التوصل إلى اتفاق في غزة. خليفته الشيخ نعيم قاسم لمّح، مؤخراً، إلى إمكان التوصل إلى اتفاق منفرد مع لبنان، ولم يتراجع عن ذلك في خطابه الأخير يوم الأربعاء الماضي”.
وتابعت: “مثل هذه الخطوة ستسمح للجيش الإسرائيلي بتقليص نشر قواته في الشمال والتركيز على إعادة الإعمار والاستعدادات الأمنية للوضع الجديد هناك، في الوقت الذي لا تزال الحرب مستمرة في الجنوب. تجد إسرائيل صعوبة في تنبؤ الخطوات المقبلة لحزب الله، في ضوء التغييرات الكثيرة التي طرأت على قيادة الحزب. كذلك، فإن جزءاً من كبار المسؤولين الجدد الذين حلّوا محل القادة الذين قُتلوا غير معروفين لدى الاستخبارات الإسرائيلية”.
وأكمل: “الاعتبارات الإسرائيلية واضحة، وسيتعين على الحكومة إقناع سكان الحدود الشمالية بالموافقة على العودة الآمنة إلى منازلهم، كما أن اعتبارات حزب الله مفهومة: تم اغتيال أغلبية القيادات السياسية والعسكرية في الحزب في الأشهر الأخيرة، وجرى القضاء على جزء كبير من قوة النيران (بين 70% و80%). وبحسب تقديرات إسرائيل، بلغت الخسائر البشرية داخل صفوفه 3000 قتيل، والحزب بحاجة إلى الهدوء”.
وأردف: “اللاعب المهم من وراء الكواليس هو إيران. قبل مجيء هوكشتاين، وصل إلى بيروت موفد آخر هو المسؤول الإيراني علي لاريجاني، موفد المرشد الأعلى علي الخامنئي. لقد أجرت إيران حساباً واسع النطاق من خلال نظرة إلى الأمام، قبيل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. يتخوف الإيرانيون من خط أميركي أكثر تشدداً بزعامة ترامب، وهم يريدون التوصل إلى اتفاق يخفّف العقوبات المفروضة على اقتصادهم الضعيف، ويزيل تهديد هجوم عسكري عليهم، في مقابل وقف تقدّم المشروع النووي. ضمن هذا الإطار، تجري عمليات جسّ نبض من جانبهم حيال الإدارة الجديدة، فيما تزداد المؤشرات التي تدل على أن الإيرانيين مستعدون لِلجم حزب الله من أجل إنقاذ ما تبقى له من قوة عسكرية، ومحاولة لجم المواجهة بشأن الموضوع النووي”.