شعيب زكريا
يقف الرئيس نجيب ميقاتي اليوم امام إحدى أصعب الفترات السياسية والأمنية التي مرّت على لبنان. منذ توليه رئاسة الحكومة، اتسمت هذه المرحلة بتعقيدات غير مسبوقة على الصعيدين الداخلي والخارجي وآخرها العدوان على لبنان، فقد اجتمع على لبنان أزمات داخلية متفاقمة إلى جانب ضغوط وصراعات إقليمية ودولية وخاصة الحرب المستمرة على لبنان من قِبل اسرائيل . في ظل هذه الأوضاع، يعمل ميقاتي جاهداً للخروج بالبلاد من دائرة النزاعات ويضع نصب عينيه إنهاء العدوان على لبنان وإعادة الاستقرار.
تُعدُّ جهود الرئيس نجيب ميقاتي لوقف إطلاق النار جزءاً أساسياً من دوره الحالي، حيث يبذل كل ما بوسعه للحفاظ على أمن لبنان ومنع توسع النزاع. في ظل الهجمات والحرب الأخيرة.
الرئيس نجيب ميقاتي يواجه اليوم إحدى أصعب الفترات السياسية والأمنية التي مرّت على لبنان، حيث تتفاقم الأزمات الداخلية ويتزامن ذلك مع عدوان إسرائيلي متصاعد يهدد أمن واستقرار البلاد. يعمل ميقاتي جاهداً لاحتواء تداعيات هذا العدوان، واضعاً نصب عينيه إنهاء التصعيد الإسرائيلي على لبنان، وإعادة الاستقرار وتجنب انزلاق البلاد نحو صراعات أوسع.
وتُعدُّ جهود الرئيس لوقف إطلاق النار وصد الاعتداءات جزءاً أساسياً من دوره الحالي، حيث يبذل كل ما بوسعه للحفاظ على أمن لبنان، مستندًا إلى ثلاثة محاور رئيسية: الدبلوماسية الدولية، الوساطة الإقليمية، والتعاون الميداني مع قوات اليونيفيل لضمان الهدوء على الحدود.
- المحور الدبلوماسي:
يلعب ميقاتي دوراً نشطاً على الساحة الدبلوماسية، فيسعى عبر التواصل المستمر مع الدول المؤثرة والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والجامعة العربية، لضمان دعم دولي ومساندة لوقف التصعيد. ويعمل أيضاً على تعزيز موقف لبنان من خلال التنسيق مع الدول الكبرى، والحرص على إبقاء الوضع في لبنان على رأس الأولويات الدولية، مع التركيز على تداعيات استمرار الصراع على المنطقة ككل، وليس فقط على لبنان. - دور الوسطاء الإقليميين:
ميقاتي يستفيد من علاقاته الإقليمية المميزة مع عدد من الدول العربية ذات الثقل في المنطقة، لتكون هذه الدول بمثابة وسطاء بين الأطراف المتصارعة. يُدرك ميقاتي أن الحل السياسي في المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا بالتعاون العربي، لذا يعمل على تفعيل الدبلوماسية العربية في هذا الصدد، سواء من خلال الاجتماعات المباشرة أو عبر الوساطات التي يمكن أن تسهم في تخفيف التصعيد والضغط باتجاه حل سلمي. - التعاون مع قوات حفظ السلام في جنوب لبنان:
على المستوى الميداني، يُولي ميقاتي أهمية للتنسيق مع قوات “اليونيفيل” (قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان) الموجودة في الجنوب لضمان في المناطق الحدودية اللبنانية. كما يسعى لتجنب التصعيد عبر توجيه القوات الأمنية اللبنانية للتعاون مع “اليونيفيل” ومراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف، وذلك من أجل ضمان الهدوء على الحدود.
المساعي الدولية وتنسيق جهود الإغاثة:
من جهة أخرى، يُسخر ميقاتي جهوده لاستقطاب الدعم الدولي للإغاثة الإنسانية، فقد أدرك أن تخفيف المعاناة الإنسانية في المناطق المتأثرة بالنزاع سيكون له دور في تهدئة الأوضاع. بناءً على ذلك، طلب من المجتمع الدولي تقديم المساعدات العاجلة لتعزيز قدرة لبنان على استيعاب الآثار السلبية للهجمات.
تتمثل جهود ميقاتي اليوم في مواجهته لثلاث جبهات رئيسية؛ أولها الجبهة الداخلية حيث تتعقد الأوضاع السياسية نتيجة للخلافات بين الأطراف السياسية المختلفة، إذ يسعى لتحقيق توافق بين القوى السياسية وضبط الأوضاع الأمنية.
على الجبهة الاقتصادية، يواصل العمل على تخفيف الأعباء عن الشعب اللبناني عبر اتخاذ خطوات تعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح، خاصة في ظل الانهيار المالي والتضخم المتزايد.
أما الجبهة الخارجية، فيعمل ميقاتي على تعزيز العلاقات الدبلوماسية ومحاولة استقطاب الدعم الدولي للبنان، سواء من الدول العربية أو المجتمع الدولي ككل. فهو يدرك أهمية أن يكون للبنان حلفاء يساندونه في أوقات الشدة، ويحرص على تجنب عزل البلاد دولياً، خصوصاً في ظل تعقيدات عسكرية وسياسة واقليمية.
يمتلك ميقاتي خبرة سياسية عميقة وباعاً طويلاً في التعامل مع الأزمات، مما جعله شخصية متمرسة يعرف كيف يدير الأزمات ويفكك التعقيدات التي تواجه لبنان. استطاع خلال مسيرته السياسية الطويلة أن يبني علاقات متينة مع عدد من الدول وأن يكتسب سمعة كشخصية سياسية براغماتية قادرة على استيعاب مواقف الأطراف المختلفة وإيجاد نقاط التقاء.
ختاماً، تمثل جهود ميقاتي محاولة حثيثة لإنهاء التصعيد الحالي. ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها، لا يتوقف عن استثمار كل تحالفاته السياسية وخبرته الدبلوماسية للعمل على تحقيق وقف إطلاق النار، حفاظاً على أمن واستقرار لبنان وتجنيب الشعب اللبناني المزيد من الخسائر والأضرار.