أشار راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون، خلال رعايته قدّاسًا أقامته رعيّة مار زخيا في عمشيت– قضاء جبيل ولجنة خدمة المحبّة في الرّعيّة، على نيّة النّازحين المسيحيّين عمومًا، وبخاصّة أهالي بلدة دبل الجنوبيّة السّاكنين في مركز الإيواء الخاص بالمسيحيّين في تكميليّة جبيل الرّسميّة الأولى، إلى “أنّنا نعيش اليوم مرحلةً عصيبةً جدًّا من تاريخ وطننا، ولدينا خوف على المستقبل وعلى الوطن”، داعيًا إبى “الصّلاة على نيّة وطننا لبنان، لكي يخرج من هذه المحنة منتصرًا وموحّدًا قبل أي شيء، وأن يكون هدفنا الوحيد إعادة بناء الوطن معًا بكلّ طوائفه”.
وأكّد أنّ “ما نمرّ به يجب أن يثبّتنا أكثر فأكثر بمحبّتنا للوطن، وأن نعيش التّضامن مع كلّ أبنائه وليس فقط مع بعضنا كمسيحيّين. وعندما تنتهي المحنة، نعود لنعمل مع بعضنا البعض من أجل بناء وطن قوي، يحميه جيشه، لا ميليشيات فيه ولا سلاح خارج عن الدّولة؛ فالوطن القوي هو القوي بجيشه وبتضامن أبنائه حول الجيش”.
ولفت المطران عون إلى “أنّنا نصلّي اليوم ليس فقط على نيّة أبناء دبل الّذين تركوا منازلهم مرغمين، بل على نيّة كلّ نازح عن أرضه، وعلى نيّة كلّ الّذين هدّمت منازلهم، والجرحى والأموات، لكي تكون هذه المحنة مناسبةً نؤمن من خلالها بعد وقف آلة القتل والدّمار، أنّه علينا جميعًا أن نعود ونعمل لبنيان وطننا، متفاهمين ومتضامنين؛ على أساس السّلام العادل للجميع”.
وإذ أثنى على “الدّور الّذي تقوم به رئيسة خليّة الأزمة في مساعدة النّازحين في كلّ مراكز الإيواء في قضاء جبيل، ومديرة المدرسة على ما تقدّمه للعائلات في مركز الإيواء في حرمها، والجمعيّات والخيّرين من أبناء القضاء”، توجّه إلى النازحين بإسم الأبرشيّة بالقول: “هذا النّهار مليء بالفرح والرّجاء. أنتم اخوتنا ونحن إلى جانبكم، ونأمل أن تعودوا اليوم قبل الغد إلى دياركم وأرزاقكم، فكلّ عمل محبّة يبلسم الجراح ويعطي علامات الرّجاء”.
كما شدّد على أنّ “بالاتكال على الرّبّ وقدرته ونعمه، يعود كلّ نازح ومهجّر إلى بلدته، ويعود لبنان كما نحلم أن يكون، وطن التّعايش والعيش المشترك، وطنًا قويًّا يقوم على قضاء نزيه لإحقاق الحقّ لكلّ إنسان، فلا يمكن بناء دولة إلّا على الأسس الّتي نرغب بها”. وختم: “التّمسّك بالإيمان والرّجاء بالرّبّ يقوّينا، ويجعلنا ننتصر على هذه المحنة ويكون لدينا وطن كما نحلم به جميعًا”.