للمرة الأولى في تاريخ العالم وبنتيجة تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، يسجل سعر الذهب أرقاماً قياسية في الأسواق العالمية ويتخطى عتبة ال2700 دولاراً للأونصة الواحدة، ما يعزز التكهنات باحتمال المزيد من الإرتفاع في حال نشبت أي مواجهة عسكرية مع ارتفاع وتيرة التصعيد في المنطقة بين إسرائيل وإيران. ويناقش أستاذ الإقتصاد في الجامعة اللبنانية الدكتور جاسم عجاقة، في الأسباب والعوامل التي أدت إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للذهب لشهر كانون الأول المقبل، إذ يُباع العقد وفق سعر 2709 دولاراً، مركّزاً على أن الذهب ما زال يشكل الملاذ الآمن للمستثمرين وللبنوك المركزية العالمية.
وفي حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، يحدد الدكتور عجاقة سببين أساسيين لارتفاع أسعار الذهب، الأول هو الإنتخابات الأميركية والثاني هو التوتر العالمي الشامل بين روسيا وأوكرانيا، وبين إيران وإسرائيل كما بين الكوريتين بعد تفجير الجسور بينهما وتبادل إطلاق النار أخيراً.
إلاّ أن عجاقة يتحدث عن معضلة تُسجل للمرة الأولى في هذا المجال، حيث أن الذهب يصعد والأسواق المالية والأسهم تشهد ارتفاعاً أيضاً، مع العلم أن حركة الذهب تسيرعادةً بعكس حركة الأسهم، موضحاً أن هذا يدل على أن خفض الفائدة من قبل الإحتياطي الفدرالي الاميركي ومن قبل المركزي الأوروبي، قد ساهم في تحقيق مفعول إيجابي على الأسواق العالمية، فالبنك المركزي الأوروبي قد قرر خفض الفوائد ما يعطي دفعاً لسوق الأسهم الأوروبية.
وعن التوتر على الساحة العالمية والحرب في غزة ولبنان، يشدد عجاقة على أنه الدافع الأساسي لهذه التطورات في الأسواق والبورصات العالمية.
وأمّا على المستوى اللبناني، وانعكاس ارتفاع أسعار الذهب، فيشير عجاقة إلى أن حركة شراء كبيرة للذهب قد حصلت في لبنان خلال السنوات الماضية وخصوصاً منذ العام2023، ولكنه يستدرك موضحاً أنه خلال الحروب، لا يمكن تسييل الذهب بسهولة وعند الحاجة بالنسبة للأفراد، لأنه عند البيع قد يضطر البائع إلى كسر السعر من أجل البيع سريعاً، مع العلم أنه ممّا لا شك فيه، أن الذهب سيضمن للمواطن اللبناني الحفاظ على أمواله.