شكلت الإنذارات الإسرائيلية بإخلاء مناطق واسعة في لبنان نمطا جديدا من الترهيب بالتزامن مع تصعيد القصف الجوي، الذي رافق محاولات إسرائيلية للتعمق برياً في المنطقة الحدودية، وحصول مواجهات شرسة مع “حزب الله”.
في المقابل، استمرت الاتصالات السياسية والديبلوماسية لمحاولة لجم التصعيد الاسرائيلي حيث ستصل الى بيروت بعد ظهر اليوم رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وتبحث معهما في التطورات العسكرية والسياسية والجهود لوقف الحرب ولا سيما الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين وعلى قوات اليونيفيل.
وكان بري وميقاتي بحثا أمس في المستجدات السياسية والميدانية في ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وملف النازحين.
وبدأ لبنان تحضير ملفه الى مؤتمر باريس الخميس المقبل، ان لجهة المساعدات للنازحين أو لجهة المساعدات الضرورية للجيش لتمكينه من استكمال انتشاره في الجنوب الى جانب القوات الدولية، عملاً بالقرار 1701.
واجتمع رئيس الحكومة مع مديرة مكتب اليونسكو الاقليمي كوستانزا فارينا لعرض المشاريع التي تقوم بها المنظمة في لبنان، والورقة التي تعدها الاونيسكو الى اجتماع باريس لدعم لبنان والمتعلقة بتداعيات الحرب الحالية على القطاع التربوي.
وافادت مصادر مطلعة عن وجود قرار لدى “اليونيفيل” بعدم الانسحاب من أي مركز لها في الجنوب، مشدّدة على أنّها باقية ولن تخضع للتهديدات الإسرائيلية. ولفتت المصادر الى أنّ إسرائيل تحاول الضغط والتهديد لدفع أي دولة من الدول المشاركة في القوات الدولية لسحب عناصرها، لتكرّ السبحة وتدفع بقية الدول إلى ذلك، وبالتالي تلزم قيادة “اليونيفيل “وربما مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار جامع بالانسحاب، ومن ثم تُخلى الساحة للقوات الإسرائيلية لتنفيذ مخططها بلا أي عوائق.
وشدّدت المصادر على أنّ كل دول الاتحاد الأوروبي المشاركة في “اليونيفيل “ولاسيما منها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، لن تترك مراكزها في الجنوب بمعزل عن التطورات والأخطار المحدقة بها جراء الحرب نظراً للاهتمام الكبير الذي توليه هذه الدول للبنان والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
حكوميا. من المقرر ان تجتمع لجنة الطوارئ الحكومية اليوم لاستكمال البحث في ملفات النازحين والايواء على الصعد كافة.
وكان رئيس الحكومة اجتمع امس مع رئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي التي عرضت واقع القطاع العام والعاملين فيه لا سيما النازحين منهم من مناطق سكنهم بسبب الاعتداءات الاسرائيلية التي حالت دون امكانية حضور عدد كبير منهم الى مراكز العمل.
واكد رئيس الحكومة ضرورة تامين العمل في مختلف المرافق العامة وانتظام سيرها واداء مهامها بالحد الادنى بما يضمن اداء الخدمات العامة الى المواطنين خاصة احتياجات النازحين منهم، كما دعا العاملين في القطاع العام الى التضامن والتعاون لتأمين العمل في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والتي تحتاج فيها الى جهود جميع العاملين في القطاع العام بمختلف مكوناته من ادارات عامة ومؤسسات عامة وبلديات.
المصدر: لبنان 24