رأت جمعية “حق وعدل” في بيان، أن “لبنان الوطن النهائي يواجه اليوم خطرا يتجاوز حدود الطوائف ديموغرافيا وحدود الجغرافيا سياسيا، مما يحتم على أبنائه المؤمنين بنهائيته المبادرة فورا لاتخاذ موقف واضح وحازم من الحرب المعلنة على وطنهم دون أي إعتبار للاختلافات السياسية التي عصفت بالبلد منذ العام ٢٠٠٠، وتحديدا بعد إنسحاب العدو الاسرائيلي وصولا إلى جريمة إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحرب تموز والسابع من أيار، وكل ما جرى على الصعيد الداخلي وصولا الى انفجار مرفأ بيروت وثورة ١٧ تشرين وما تخللها من أحداث. وطبعا، لا يمكن القفز فوق متاريس الفصل السياسية التي قد تصبح متاريس أمنية بسهولة، إلا أن المسؤولية الوطنية تفرض علينا اليوم مواجهة هذا العدوان الغاشم البربري على لبنان وشعبه صفا واحدا بعيدا عن أي رهانات أو تصفية حسابات”.
وشددت على ان “ما يجري، لن يترك لنا كلبنانيين ما قد نختلف عليه بعد ذلك. من هنا نقول: كفى استهتارا ولنرتق الى مستوى الحدث ولنواجه معا خطر زوال الوطن وفقدان الهوية. إن ما يسعى اليه العدو الاسرائيلي هو تدمير البنية التكوينية للبنان التعددي وفرض واقع يؤدي باللبنانيين إلى فتنة تعيد رسم ديموغرافية النسيج اللبناني”.
وأكدت أن “المسؤولية اليوم تقع على كل اللبنانيين في كل المواقع الروحية والسياسية والمدنية. لقد إختلف اللبنانيون على مدى العقدين الماضيين على طبيعة علاقتهم بالمحيط الجعرافي لوطنهم وعلى علاقتهم بالشرق والغرب ونسوا انفسهم ووطنهم، إننا في هذه اللحظة المصيرية من تاريخ لبنان نشد على أيادي اللبنانيين وندعوهم إلى وقفة تاريخية تجاه الوطن والهوية ونؤكد عليهم ضرورة العمل على بناء علاقات مميزة في ما بينهم ليبقى لهم وطن”.
واشارت الى ان “الخطر كبير وداهم لكن الفرصة ما زالت سانحة وهم قادرون على مواجهة العاصفة”، وطالبت بـ”موقف جامع موحد من كل المرجعيات وعلى كل المستويات. إن الشعب اللبناني مطالب اليوم بنبذ الخلافات كما ونبذ المختلفين، وعليهم أولا ودائما التكاتف والتضامن والتمسك بدولتهم ومؤسساتها الشرعية الادارية والامنية حفاظا على السلم الاهلي، وعليهم أيضا الوقوف بوجه التحريض والشحن المذهبي والطائفي، ونحن في خضم هذه اللحظات الحرجة والمصيرية عليهم التمسك بوحدتهم وبوطنهم والدفاع عنه بكل الوسائل المتاحة كما وعليهم التفكير في المرحلة المقبلة، فالحرب لا بد وأن تنتهي، لكن ما بعد الحرب قد يكون أصعب منها وأدق، وعلينا جميعًا كلبنانيين أن نعرف ماذا نريد لوطننا في مرحلة ما بعد الحرب”.
واعلنت الجمعية “تأكيد موقفنا الواضح والنهائي ضد هذه الحرب المعلنة تحت عنوان الدفاع عن النفس والتي لا تقيم أي إعتبار لأي مواثيق أو قوانيين أو أعراف دولية وإنسانية. إن الموقف الاميركي والغربي مدان إلى أبعد الحدود، فكيف يمكن تشريع الارهاب والقتل والتدمير وممارسة الابادة لمحتل غاصب بحجة الدفاع عن النفس وإنكار الحق ذاته على أصحاب الأرض الذين سلبت أرضهم وطردوا من بيوتهم واعتقلوا وسجنوا واعتدي عليهم في فلسطين ولبنان، فلا يمكن لأي إنسان حر القبول بذلك ولا لإي عاقل، فكيف يمكن إعطاء الحق لمحتل بالقتل وإنكار حق الشعوب بالموت دفاعًا عن أرضها وحقها بالحرية”.
وختمت مطالبة بـ”العودة إلى التاريخ والقوانيين والشرائع الدولية، وعلى كل الدول والعربية منها تحديدا إتخاذ موقف حاسم إن لم يكن نصرة لفلسطين ولبنان فليكن من أجل القيم والمبادئ الانسانية. ونعود لنؤكد للبنانين وللعالم أنه لا مكان للظلم أن ينتصر”.