صبحية دريعي- سفير الشمال
في ظل الحرب القاسية على لبنان والمخاوف التي تعبر عنها القوى السياسية من خطورة المرحلة المقبلة طغى مشهد ليس غريباً، لكن لا بد من تسليط الضوء عليه ألا وهو التعاون الكبير بين اللبنانيين لتسريع جهود الإغاثة وبلسمة الجراح والصمود أمام الوحش الإسرائيلي.
كان لافتاً الدور الكبير الذي لعبته مدينة طرابلس على صعيد إحتواء أبناء الجنوب حيث كشفت لجنة ادارة الكوارث في محافظة الشمال ان اعداد النازحين جراء اعتداءات العدو الاسرائيلي على لبنان في تزايد مستمر الى الاقضية الشمالية كافة حيث وصل عدد النازحين الذين استقبلوا في المراكز المعتمدة من قبل اللجنة الوطنية، الى 13897 نازحاً.
في جولة لسفير الشمال داخل فندق “معرض رشيد كرامي الدولي” كان واضحاً حجم التعاون و التكاتف لتأمين الإحتياجات اللازمة من المياه والمواد الغذائية ومستلزمات الأطفال إلى جانب فتح عيادات من قبل جمعية العزم والسعادة التي تعمل كخلية نحل للاهتمام بالمرضى وتأمين الدعم النفسي وتنظيم النشاطات التوعوية.
وفي هذا الإطار تقول رئيسة قطاع المرأة في تيار العزم جنان مبيض: “إن مركز الإيواء “في فندق معرض رشيد كرامي الدولي” يضم حوالي 700 شخصا أي ما يقارب 150 عائلة. وحرصاً على سلامة أهلنا القادمين من الجنوب بادرت جمعية العزم والسعادة الاجتماعية بإنشاء العديد من العيادات الجوالة في المناطق والمراكز من بينهم العيادة الثابتة في فندق المعرض والتي تضم أطباء متخصصين وممرضين مدربين ومجهزين لمتابعة المرضى بشكل يومي”
وأضافت: “عياداتنا مفتوحة للمعاينة اليومية بشكل مجاني وعندما يكتشف الممرضون حالات صعبة في صفوف النازحين يتم التنسيق مباشرةً مع المستشفيات والجهات المعنية لنقلهم اليها بالسرعة اللازمة”.
وتابعت مبيض: “لا يقتصر عملنا على تأمين الأدوية والمستلزمات فقط، بل نقوم أيضاً بنشاطات مختلفة توعوية و ثقافية وصحية كما نحرص دائماً على إجراء الدعم النفسي للأطفال من خلال تنظيم أنشطة يومية بهدف مساعدتهم على التكيف مع الوضع الحالي و التخفيف من التوتر والقلق جراء تعرضهم لصدمات نفسية نتيجة الوضع الصعب الذي نمر به.”
وختمت مبيض: “نفتخر اليوم بكل ما نقوم به لمساعدة بعضنا البعض في كل مرة يثبت أبناء طرابلس كما كل اللبنانيين مساندتهم لبعضهم، بعيداً عن كل الخلافات السياسية آملين أن ينعم لبنان بالأمان و الإستقرار”.
خابت آمال العدو بتحقيق فتنة داخلية بين أبناء الوطن الواحد، أمام شعب يثبت في كل الصعاب و الأزمات وحتى الحروب مدى صلابته. صحيح أياما ثقيلة تمر على لبنان ولكن ما يمكن الإعتماد عليه هو التضامن والتكاتف بين كل المكونات اللبنانية..