قالت مؤسسة “الكلية الجامعية للاعنف وحقوق الإنسان AUNOHR” الدكتورة أوغاريت يونان في بيان: “لقد عرفنا في لبنان العديد من النزاعات والحروب، واليوم نعيش واحدة من أفظع هذه الظروف، حيث في أيام معدودة تم إحصاء آلاف القتلى والجرحى والمفقودين وأكثر من مليون نازح”.
اضافت: “لبنان الدولة، المنهارة سياسيا واقتصاديا، ترزح اليوم تحت حرب طالت سائر المناطق قصفا وخرابا ونزوحا وقهرا معنويا وماديا وتعطيلا لمكامن الحياة كافة. مع محبتنا وتضامننا مع كل إنسان يعاني وقد أصابه شيء من كل أو بعض هذا، وتعازينا القلبية لكل من خسر أحبة، ومشاعرنا مع من هو/هي تحت الألم والجراح والخطر، نفكر ونتضامن مع الجميع”.
وتابعت: “طالبات وطلاب الجامعة من لبنان، يعيشون أهوال ما يجري في أكثر من منطقة، وكثيرون منهم يشاركون منذ البداية في المساعدات والتضامن مع النازحين في الجنوب والبقاع وبيروت والشمال والجبل. وطالبات وطلاب الجامعة من بلدان عربية أخرى يتواصلون ويتضامنون ويدعمون بما لديهم من إمكانات وفسحات تعبير، ويقولون إن لبنان بلدهم الحبيب الثاني سيقف من جديد، إلى نقاشات جماعية تدور بينهم حول ما يحصل، وما يمكن لدراستهم عن استراتيجيات العمل اللاعنفي ووسائله الفاعلة أن تفيدهم الآن”.
وقالت يونان: “ندعو الجامعات الصديقة والشريكة، والزملاء والزميلات في التربية والتعليم، والطلاب جميعا، إلى وقفة ضمير مشتركة لرفض العنف أولا، فالوقت الآن يحمل عنوان إنسانيتنا. الإنسانية لا تتجزأ. ونحيي المبادرات العديدة التي قامت بها المؤسسات الأكاديمية في لبنان وتلك المتضامنة من الخارج”.
أضافت: “كما ندعو إلى التضامن المجتمعي في لبنان، مع تقديرنا لإرادة الخير والمواطنية في هذا البلد الذي كانت ولا تزال تحافظ على نسيجه المتآلف. مع ذلك، ندعو الآن إلى التقاط اللحظة كي نخرج حتى من الدمار نحو أفق إنساني، نحو وحدة مجتمعية حقيقية، وهذا لا يكون إلا بالابتعاد عن العنف والطائفية وأيضا عن الاصطفافات الداخلية والخارجية المهلكة. نحن بحاجة في لبنان إلى ما يجمع لا إلى فئويات تفرق. فلنعط فرصة للوحدة من خلال العمل اللاعنفي”.
وتابعت: “ندعو الجميع كي يكون العنوان الأول “وقف النار”. بعدها، نستعيد العمل والتخطيط من خارج دوائر العنف. فالعمل السياسي-المجتمعي هو أخلاقية وفعالية معا. كلما ابتعدت الفعالية وانحرفت عن الأخلاقية وقعت في العنف ولوثت إنسانيتها وقضيتها وإن كانت محقة. العنف يجر العنف، صحيح، لكن العنف يولد اللاعنف أيضا وبالتأكيد، ويجذبنا نحو هذا النوع الإنقاذي من النضال. في اللحظة الحالية لا يمكن إلا الإصرار على وقف النار بدون أي شرط، فحياة الناس أولى أولا”.
وقالت: “ندعو أهل العدالة والسلام، وهم قوة حقيقية، إلى التضامن، أفرادا وهيئات. وندعو الضمير العالمي إلى القيام بما هو أكثر من احتجاج ودبلوماسية. ندعوه إلى محاسبة دوله من أجل وقف إرسال الأسلحة، وإلى عدم التوقف عن الضغط إلى أن يلزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف النار. عقود مضت علينا في هذه المنطقة والقوانين الدولية لحقوق الإنسان تنتهك والجرائم مستمرة. نعلم أن الوجه الإنساني سقط في أكثر من مكان في العالم في امتحان غزة واليوم في لبنان، لكن الضمائر الحية لا تزال موجودة وعليها أن ترفع صوتها أكثر”.
اضافت: “مع محبتنا وتضامننا مع أهل غزة والضفة وكل فلسطين، نقول إن المأساة بلغت أقسى ما يمكن لأحد في العالم أن يتصوره. بين طوارئ الحلول الآنية إزاء هول ما يقع، والحاجة إلى حلول جذرية إزاء العنف القائم منذ القرن الفائت، لا نزال في اللاحل. ما من احتلال يدوم. فلنراجع التاريخ، مقاومة الظلم هي حق من حقوق الإنسان، ونحن ندعو إلى ابتكار انتفاضة لاعنفية جديدة تأخذ من عبر الماضي ومن أثمان العنف كي تبني لغد آخر”.
وتابعت: “وليد صليبي، المفكر اللاعنفي ومؤسس الجامعة، كان أطلق منذ سنوات شعار “نعم للمقاومة لا للعنف”، وأصدر كتابا بهذا الخصوص عام 2005، اعتبر رؤية استراتيجية جذرية في النضال من أجل قضية إنسانية وعادلة. ونحن نضع إمكاناتنا من أجل نقاش جدي حول البدائل اللاعنفية، فجميعنا معنيون بمصير البلاد وبقضيتنا الإنسانية والعادلة، وللجامعات مسؤولية مواطنية وفكرية جوهرية”.
وختاما، أعلنت “تأجيل البدء بالعام الدراسي إلى شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، تضامنا مع معاناة الناس والطلاب في مناطق الدمار والنزوح والصمود وفي ظل كل هذا القلق الذي يشغل نفوسنا”.