عقد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار مؤتمرا صحافيا في مكتبه في الوزارة، في حضور ممثل اليونيسف ادوارد بيجبيدير والمديرة العامة المساعدة والمديرة الاقليمية للدول العربية في منظمة العمل الدولية ربا جرادات، استهله بطلب “الرحمه للذين استشهدوا والشفاء العاجل للجرحى”، وقال: “اود ان اطمئن اللبنانيين وكل المستفيدين من برنامج “أمان” وبرنامج “العائلات الأكثر فقرا” بأن التحويل سيبدأ في 15 تشرين الأول. ولمتابعة المظالم والمشاكل عليكم الاتصال على الرقم 714 1 فقط، وهذا الرقم يعمل ضمن الدوام اي من الساعة 9 حتى الساعة 3 ومن يوم الاثنين حتى يوم الجمعة”.
اضاف: “أود القول لاخوتنا اللبنانيين المجروحين ان بعض العاملين في مركز المظالم يأتون من الضاحية الجنوبية، وجزء آخر فقدوا منازلهم، وجزء يبيت اهلهم في مراكز الإيواء. فالمطلوب اليوم الصبر. هؤلاء العاملين يتلقون فوق 10 آلاف اتصال يوميا وطبعا من الضروري الاتصال، فالجميع يتألم لكن هذا الوقت للتعاضد والتضامن”.
وتابع: “اما عن الجنوب والحوالة المالية الإضافية، فالأسبوع الماضي تم تحويل مليون دولار بهبة من دولة الصين، ومن اصل 10,000 عائلة استفادت 6700 عائلة. لدينا بعض المشاكل في موضوع الأوراق الثبوتية لمن غادروا منازلهم من دونها، ونحن نعمل على الرقم 1714 لمعالجة المظالم، يوم الاثنين الماضي كان هناك 4000 حالة واستطعنا معالجة 2700 ملف حتى اليوم، والكل سيأخد مستحقاته كاملة لأنه حق لهم، ونأمل ان نتوصل خلال هذا الأسبوع لمعالجة كل المظالم”. واوضح ان “هناك تحويل مالي إضافي من برنامج “الغذاء العالمي” بدأ في هذه اللحظات إلى كل الجنوب من المستفيدين من برنامج الأسر الأكثر فقرا وعددهم 9950، وهي عبارة عن 25 دولار للعائلة 20 دولار لخمسة فقط أولاد من الأسرة”.
واشار حجار إلى ان “البرنامج المتعلق بالأشخاص ذوي الحاجات الخاصة”، شاكرا “منظمة اليونيسف وILO للاستجابة السريعة، لانهم منذ اللحظة الأولى على بدء العدوان الكبير اتصلوا بنا واضعين انفسهم بالتصرف، وأول نقطة وصلنا اليها هي ان المستفيدين في كل لبنان من الفئة العمرية بين 15 و30 عاما وهم 12,624 شخصا، بدأوا الان بتلقي رسائل هاتفية لقبض مبلغ الأربعين دولار. النقطة الثانية وبدعم من اليونيسف و ILO اتخذ قرار بوضع مبلغ نصف مليون دولار لمحافظات بعلبك الهرمل، بعبدا الضاحية الجنوبية، ومناطق الجنوب وكل من هو بين عمر 15و 30 عاما ولديه إعاقة سيصل اليه مبلغا اضافيا هو 100 دولار، وبذلك يصبح المبلغ الإجمالي للهبة 1,200,000 دولار”.
واردف: “طبعا، سيقال لماذا هذه الفئة العمرية فقط؟ وأقول ان الكل مستحق، من ترك بيته او استضاف احدهم، لكن في الاستجابة الاولى لدينا Data لهذه الفئة العمرية، وفي الاستجابة الثانية السريعة نتداول – لقد وضعت الاموال في التصرف – في كيف نستطيع جمع المعلومات لكل من غادر منزله وأصبح في ايواء، إما في مراكز تابعة للدولة او عند أشخاص. نحن بصدد دراسة آلية وخلال أيام ستصدر النتيجة لتغطية، ليس فقط الفئة العمرية من 15 حتى 30 انما ايضا من هم من عمر صفر للناضجين. كما نعمل مع ILO على برنامج لتحريك الطاقة الإيجابية لدى الأشخاص المتواجدين في مراكز الاستضافة كي يتحولوا من متلقين إلى مساهمين. وسيتم العمل في منطقة او منطقتين على أن يعمم البرنامج لاحقا”.
ولفت إلى ان “منظمة اليونيسف استجابة منذ اليوم الاول بحالة سريعة وكل هذا بالتنسيق مع DRM”، وقال: “نعمل كوزارة ضمن مظلة DRM، ومنذ وقوع هذه المصيبة الكبيرة على لبنان ونحن نعمل كفريق واحد، ليس هذا الوقت للانتقاد او التنظير، اللحظة هي للعمل وتخطيط وتنسيق وادراة مميزة لأنه لدينا مستويات عدة، لدينا النازحين السوريين والعاملين الأجانب، واللبنانيون الذين نزحوا، ومن أراد منهم البقاء في قراهم، وحاليا اصبح المضيفين وكل من يعمل في مجال الإغاثة اصبحوا بحاجة الى دعم. فمنذ اليوم الأول حركت اليونيسف آلية مساعدات بدأت من الجنوب إلى الشمال، لذلك لا يقول احد إننا نساعد منطقة دون اخرى، انما نعمل بطريقة تصاعدية بدأناها في صيدا وانتقلنا إلى بيروت، واليوم سننتقل إلى منطقة جبيل والبترون”.
وشكر حجار الاتحاد الأوروبي “الذي يمول مشروع مع Italian cooperation لوزارة الشؤون”، وقال: “لدينا 60 مركز من الخدمات، وتم تحويل أموال بشكل سريع لدعم هذه المراكز كي تقوم بدورها وتدعم مراكز الإيواء. ويمكن القول ان الأمور بدأت بالحلحلة في 60 مركزا بدءا من الجنوب إلى كسروان والبقاع ومناطق الشمال”.
وشدد على أن لبنان “يخضع اليوم لعملية تهجير منهج تخطى المليون، وأصبحت كل مراكز الإيواء وعددها 850 مكتظة بالسكان، ونحن بحاجة إلى خطة مميزة وإدارة مميزة والى مساعدة المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار من جهة ووجود بدائل للإيواء مثل الخيم في ظل عدم وجود امكان عامة متوافرة من جهة ثانية”.
وعن النزوح السوري، قال: “انها مسؤولية كبيرة، ولبنان استضاف السوريين لمدة 11 سنة وكان المجتمع الدولي يساهم وساهم. واليوم لدينا اكتظاظ للبنانيين وعدم إمكانية ايجاد ايجارات للمنازل، وألاخوة السورييون موجودون في الساحات. تشاورت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتحدثنا عن حلول، وغدا لدينا اجتماع مع ممثل المفوضية العليا للاغاثة لان المسألة بحاجة إلى حالة طارئة لانه يمكن ان نتحول من حالة نزوح جديد إلى حالة وباء جديد، ليس السوريين هم يتسببون بالوباء، انما التواجد في الساحات لايام من دون استحمام او تبديل ملابس، وهذا سيتسبب بأمراض سارية ومعدية وممكن ان توصلنا للانتقال من حرب همجية مع إسرائيل إلى وباء يضرب لبنان”.
وناشد حجار المجتمع الدولي والعربي “فهم خطورة الموقف. فلبنان لا يستطيع تحمل كل هذه القضايا”، وقال: “أناشدهم من اجل التداعي لعمل دؤوب والحوار المبني على الانفتاح والحلول السريعة لإيجاد حلول للنازحين السوريين وأوضاع النازحين اللبنانيين الذين لم نجد لهم حتى الساعة مكانا لإيوائهم”.
بيجبيدير
بدوره، شدد بيجبيدير على أن “الوضع كارثي على الأطفال في لبنان. فهم يتعرضون للهجمات المستمرة والتهجير القصري. ونحن هنا اليوم، وبدعم سخي من الجهات المانحة، للاستجابة للحاجات الإنسانية المتزايدة للفئات الأكثر ضعفا”.
وختم مؤكدا “سنواصل العمل مع وزارة الشؤون الاجتماعية ومنظمة العمل الدولية لتوسيع نطاق المساعدة الطارئة للأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة الأطفال”.
جرادات
من جهتها، لفتت جرادات الى ان “منظمة العمل الدولية تلتزم تقديم المساعدة لضمان استمرارية الخدمات التي تقدّمها للأشخاص ذوي الإعاقة ودعم وزارة الشؤون الاجتماعية وجهودها الرامية إلى إجراء التقويمات اللازمة لتحديد الحاجات، فيسمح لنا ذلك بتعزيز توفير المساعدات والخدمات الطارئة والنقدية منها أو العينيّة. ويمكن تحقيق ذلك كلّه من خلال العمل المنسَّق مع شركائنا في اليونيسف وبدعم من الجهات المانحة أي الاتحاد الأوروبي وهولندا”.