صدر عن حركة شباب لبنان البيان الآتي: “ايها اللبنانيون، أضحى لبنان في اللحظة الراهنة على مفترق طرق خطير ودقيق لم يشهد مثيلا له في تاريخه على الاطلاق، حيث ادت الجريمة الارهابية التي اقترفها العدو الاسرائيلي الغاشم باغتيال سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الى دخول وطننا في المجهول، اذ يريد العدو لهذا الشعب اقتتالا داخليا يخطط له منذ سنوات طوال.
ان الحركة اذ تنعى الى اللبنانيين عموما واخواننا الشيعة خصوصا السيد نصرالله، تؤكد على ان التحلّي بالحكمة والمسؤولية من قبل القواعد الشعبية قبل قادة الاحزاب، هو فعل ايمان بلبنان والوحدة الوطنية والعيش المشترك، وهذا يقتضي تظهير حالة من التضامن الوطني والوحدة الوطنية، تكون اقوى سلاح بوجه مخططات العدو، بدأت تتجلى مع استقبال ضيوف الجنوب والبقاع والضاحية في كل مناطق لبنان لا سيما الشمال وجبل لبنان، ويجب ان تستمر بقناعة اكبر بأن لا خيار لنا الا العيش معاً على هذه الارض التي لا تقسّم ولا تجزّأ.
لقد عرف هذا الوطن الشيعة والسنة والمسيحيين والدروز أخوة وأقارب وأصدقاء وأصحاب وزملاء، لا تفرّقهم قوّة مهما بلغت شدّتها، ولا تقوى عليهم فتنة مهما استعرت، وبالتأكيد لن يتمكن العدو الاسرائيلي بفعلته الشنيعة هذه من تفريقهم او اشعال الفتنة بينهم، وسنبقى لوحة الفسيفساء التي يقتدي العالم بأسره بها، لا بل التي نُحسَد عليها.
لقد اغتالت اسرائيل الصهيونية الغاشمة، الطامعة بلبنان منذ ما قبل وجود كيانها الغاصب، السيد حسن نصرالله، معتقدة انها بجريمتها النكراء ستفرض الاقتتال بين ابناء الوطن الواحد، لذلك علينا ان نفاجئ العدو والصديق بأن هذه الجريمة متّنت العلاقات بين اللبنانيين ووطّدت وحدتهم وجعلتهم جسما واحدا صلبا اكثر من اي وقت مضى لا يخرقه رصاص ولا صواريخ ولا فتن هي اشدّ من القتل.
علينا اليوم ان نقف بوجه هذا العدو المجرم الذي عاث في الارض فسادا وخرابا وقتلا وتدميرا، وان لا نسمح بالتنازل عن شير واحد من ارضنا البالغة مساحتها ١٠٤٥٢ كلم مربع، وان لا نسمح للنفوس المريضة بأن تزرع النفاق والشقاق بيننا، وان نبقى بنيانا مرصوصا في وجه الاعداء.
وامام مفترق الطرق هذا، علينا ان نختار سلوك طريق العيش معا أخوة في هذا الوطن، طريق اعادة اعمار ما تهدّم في وطننا بمساندة الدول الصديقة للبنان، لننهض مجددا كطائر الفينيق كما فعلنا واجدادنا بعد كل ازمة ألمّت بهذا الوطن منذ نشأته وحتى قبل، وان نقطع طريق الفتنة والاقتتال ونسدّها.
رحم الله السيد حسن والشهداء وشفى الجرحى وحمى لبنان من الفتن ما ظهر منها وما بطن”.